إتفاق ثنائي على تشكيل مراكز قيادة مشتركة مقرّها بعشيقة

العراق وتركيا يتعاونان عسكرياً للقضاء على نفوذ العمال الكردستاني

انقرة -  ماهر اوغلو

وقع العراق وتركيا، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب والقضاء على نفوذ حزب العمال الكردستاني. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد اجتماعه في أنقرة مع نظيره العراقي فؤاد حسين (سنرفع تعاوننا إلى أعلى مستوى بفضل مراكز القيادة والتدريب المشتركة في مدية بعشيقة ضمن هذه الاتفاقية)، وأضاف (نرحب بوعي العراق المتزايد بشأن حزب العمال الكردستاني). من جانبه، قال حسين إنه (تتويجاً للاجتماعات الأمنية المكثفة، وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب)، مؤكداً إن (وزيري دفاع البلدين وقعا المذكرة، وهي تمثل إضافة نوعية لعلاقاتنا الثنائية وتأكيداً على التزامنا المشترك بالسلام والاستقرار في المنطقة، بما يحقق المصالح المشتركة)، وتابع إن (العراق قرر أن يضع حزب العمال في قائمة الأحزاب المحظورة)، وأشار إلى إن (وجود قوات تابعة للحزب في شمال العراق يشكّل خطرا على منطقة كردستان ومدن أخرى، ويمثل خطرا على المجتمع العراقي)، واكد حسين إن (المباحثات تناولت أيضا تأمين الحدود بين البلدين ضد التهريب والهجرة غير الشرعية)، واستطرد بالقول إنه (سيتم إنشاء لجنة مشتركة دائمة في تركيا)، وأوضح حسين إن (التعاون بين البلدين الجارين بلغ مستوى عاليا، ووصفه بأنه اختراق تاريخي)، ومضى الى القول إن (مفهوم الأمن يشمل أيضًا قضايا مثل التجارة والطاقة والنقل والزراعة والمياه). وضم الوفد العراقي الذي ترأسه حسين، شخصيات رفيعة بينهم رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، شارك من الجانب التركي وزير الدفاع الوطني يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية إبراهيم قالن، إضافة إلى منير كارا أوغلو نائب وزير الداخلية، وهو ما يعكس حجم الاهتمام بهذه الزيارة، وسط تطلعات إيجابية لما ستتمخض عنه. وكان القضاء العراقي، قدد قرر حل 3 أحزاب سياسية وإغلاق مقراتها وهي حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدية وحزب جبهة النضال الإيزيدي وحزب حرية مجتمع كردستان، بتهمة صلتها بحزب العمال. وعلقت الهيئة القضائية للانتخابات في مجلس القضاء الأعلى بأن (القرار اتُّخذ بناء على طلب من دائرة الأحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي بررت طلبها استنادًا إلى شكوى مستشارية الأمن القومي بشأن ارتباط هذه الأحزاب بحزب العمال الكردستاني المحظور مما يشكل خطرا على الأمن القومي العراقي). ويأتي الاتفاق، إثر تحسن في العلاقات بين البلدين التي توترت لسنوات بسبب العملية العسكرية التركية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وفي نيسان 2022، أطلقت أنقرة عملية قفل المخلب لتأمين الحدود مع شمال العراق، من حيث تتهم حزب العمال بشن هجمات على الأراضي التركية. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان، أعلن في منتصف تموز الماضي، نهاية وشيكة لهذه العملية. واكد في تصريح سابق أن (جيشه تمكن من تطويق مقاتلي حزب العمال في شمال العراق). وتفيد تقارير بإن نشاطات حزب العمال، تجاوزت الجانب العسكري والأمني. وقالت التقارير إن (الحزب تمكن من خلق نظام اقتصادي يعتمد على نشاطات جانبي الحدود من خلال معابر حدودية جديدة تساعد على نقل الأفراد وتهريب البضائع بين شمال شرق سوريا وإقليم كردستان، على شكل مثلث حدودي)، مؤكدة إن (القصف التركي الجوي والشريط الأمني العازل في محافظة دهوك وشبكة الطرق والممرات، نجحت جزئيًا بعزل خلايا الحزب، بل وحتى توجيه ضربات مؤثرة لوحداته وقيادته في محافظة السليمانية البعيدة نسبيًا عن الحدود عبر المسيّرات التركية)، واستدركت التقارير (لكن نفوذ حزب العمال، لا يصطدم بالموقف التركي وقوات الأمن العراقية فحسب، بل يصطدم بنفوذ الأحزاب الكردية، التي تسجل حضورًا مهمًّا من خلال قوات البيشمركة).