بغداد تؤجّل إعلان جدولة الإنسحاب وواشنطن تؤكّد عدم تناوله

بغداد -  ابتهال العربي

واشنطن - مرسي أبو طوق

نددت بغداد بتصريحات الخارجية الأمريكية التي نفت أي نقاش حول انسحاب التحالف من العراق، معتبرة أن هذه التصريحات تتجاهل حقيقة الوضع الراهن وتدعو إلى إغفال أهمية التباحث بشأن مستقبل القوات الدولية في البلاد التي يعد انهائها قضية حاسمة للحكومة. واوضحت وزارة الخارجية العراقية في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (أعمال اللجنة العسكرية العليا ركزت خلال الأشهر الماضية على تقويم خطر داعش، بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب، وعلى هذا الأساس، سيتم إنهاء وجود مستشاري التحالف الدولي بكل جنسياتهم على أرض العراق)، وأضاف إن (المباحثات شملت تفاصيل تضمنت تراتبية انسحاب المستشارين من المواقع، ولم يبق سوى الاتفاق على تفاصيل وموعد الإعلان وبعض الجوانب اللوجستية الأخرى)، وتابع البيان (كنا قريبين جداً من الإعلان عن هذا الاتفاق، ولكن بسبب التطورات الأخيرة تم تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق)، مؤكداً إن (العلاقة الثنائية مع الولايات المتحدة في جميع المجالات، بما في ذلك العلاقة الأمنية، منفصلة تماماً عن مسار العلاقة مع قوات التحالف الدولي)، مشيراً إلى إن (هذه العلاقة قائمة قبل التحالف وستستمر بعده)، وشدد البيان على القول إن (الوفد العراقي ناقش مستقبل العلاقة الأمنية في مجالات التدريب والتسليح والتجهيز والتعاون الأمني، وذلك في ضوء ما يسمح به الدستور العراقي وإطار الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة). وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قد افاد بأن بلاده لم تناقش انسحاب قواتها من العراق في اجتماعاتهم مع المسؤولين العراقيين. وقال فيدانت باتيل في تصريح أمس (عقدنا عدة اجتماعات مع الحكومة العراقية بشأن مستقبل قوات التحالف)، وأضاف (لم نناقش انسحاب القوات الأمريكية من العراق في أي من هذه الاجتماعات، لكن المحادثات لإقامة شراكة أمنية ثنائية مستمرة، مثلما ناقش رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية انتوني بلينكن في محادثة هاتفية)، وتابع إن (المحادثات مستمرة وسترتكز على المناقشات والاستراتيجيات السابقة وستتناول التنسيق الأمني والمصالح المشتركة). واستؤنفت مفاوضات بغداد وواشنطن في شباط الماضي، مع اعتماد خفض مدروس وتدريجي، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة داعش، وفق البيانات الرسمية العراقية، لتتبعها جولتان أخريان في آذار ونيسان الماضيين. وفي تموز الماضي، أكد الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أن قوات التحالف أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر شمال بابل، متعهداً باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة لحفظ الحقوق. فيما ذكر مسؤول أمريكي، أن قوات بلاده استهدفت بضربة جوية دفاعية مقاتلين في محافظة بابل العراقية حاولوا إطلاق مسيرات تهدد القوات الأمريكية والتحالف الدولي، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر من الحشد الشعبي. وتشير تقارير إلى وجود نحو الفين و500 عسكري أمريكي في العراق.