الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إعصار قوي جداً يجتاح ساحل اليابان المطل على الهادئ

بواسطة azzaman

الكويكب المتسبب في إنقراض الديناصورات تشكّل بنقطة أبعد من المشتري

إعصار قوي جداً يجتاح ساحل اليابان المطل على الهادئ

 

واشنطن, (أ ف ب) - أثار الجدل الدائر حول طبيعة الكويكب الذي تسبب في انقراض الديناصورات حيرة العلماء طوال عقود، إلا أن دراسة جديدة وفرت أخيرا معطيات مهمة في هذا الشأن.واستُخدِمَت في هذه الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة «ساينس» المرموقة تقنية مبتكرة لإثبات أن الكويكب الذي أدى إلى الانقراض الجماعي الأخير قبل 66 مليون سنة، تشكّل في نقطة أبعد من كوكب المشتري.كذلك يدحض الباحثون في الدراسة الفكرة القائلة بأن مذنّبا كان في الواقع وراء هذا الانقراض.

فهم التاريخ

ويُفترض أن تساهم هذه المعطيات الجديدة في شأن الكويكب الذي تحطم في تشيكسولوب، في ما يعرف راهنا بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، في توفير فهم أفضل لتاريخ الأجرام السماوية التي ضربت الأرض.وأوضح المعدّ الرئيسي للدراسة، عالم الجيوكيمياء في جامعة كولونيا ماريو فيشر-غوده لوكالة فرانس برس أن الباحثين باتوا يستطيعون القول «إن هذا الكويكب تشكّل أساسا أبعد من كوكب المشتري».وتكتسب هذه الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة أهمية خاصة نظرا إلى أن هذا النوع من الكويكبات نادرا ما يضرب كوكب الأرض.ويمكن أن تكون مثل هذه المعلومات مفيدة لتقويم أي خطر مستقبلي، أو لتفسير وصول المياه إلى كوكب الأرض، بحسب هذا الباحث.وتستند هذه الدراسة الجديدة إلى تحليل عينات رواسب تشكلت قبل 66 مليون سنة، وتضمنت الجزيئات التي أدى اصطدام الكويكب بالأرض إلى قذفها نحو مختلف أنخاء العالم.وأجرى فيها الباحثون قياسا للنظائر - أي أنواع الذرات - التي يتضمنها عنصر كيميائي معدني هو الروثينيوم. والأخير غير موجود ضمن الرواسب الأرضية، ولذلك عرف العلماء أن الروثينيوم المقاس جاء بأكمله من الكويكب.وأكد ماريو فيشر-غوده أن مختبر جامعة كولونيا “هو أحد المختبرات القليلة» القادرة على إجراء هذا النوع من التحاليل، مشيرا إلى انه الأول من نوعه لدراسة كويكب تشيكسولوب أو أي جسم سماوي مهم آخر ضرب الأرض.وتتيح نظائر الروثينيوم التمييز بين مجموعتين كبيرتين من الكويكبات الموجودة: تلك من النوع «سي» (الكربونية) التي تشكلت في النظام الشمسي الخارجي، وتلك من النوع «إس» (السيليكات) التي تشكلت في النظام الشمسي الداخلي.وخلصت الدراسة بشكل قاطع إلى أن الكويكب المسؤول عن انقراض الديناصورات كان من النوع «سي»، وبالتالي تشكل في مكان أبعد من كوكب المشتري.وسبق لدراسات أخرى قبل عقدين أن طرحت هذه الفرضية، ولكن بقدر أقل من اليقين.وتتمثل أهمية هذه الخلاصة في أن غالبية النيازك - وهي قطع من الكويكبات تسقط على كوكب الأرض - هي من النوع «إس»، على ما شرح عالم الكيمياء الجيولوجية.لكنّ هذا لا يعني بالضرورة، بحسب الباحث، أن الكويكب المسبب لانقراض الديناصورات جاء مباشرة من نقطة أبعد من كوكب المشتري.وقال “لا يمكننا أن نكون متأكدين حقا من مكان وجود الكويكب قبل اصطدامه بالأرض». وأضاف أنه بعد تشكله توقف ربما في حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري، والذي تأتي منه غالبية النيازك.كذلك دحضت الدراسة فكرة أن الجسم الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة كان في الواقع مذنّبا (صخور جليدية تتطور على حافة النظام الشمسي). وهذه الفرضية طرحتها دراسة أجريت عام 2021 وأثارت ضجة، لكنـــــــــها كانــــــت مبنية على عمليــــــــات محاكـــاة إحصائيـــــة.وتُظهر تحاليل العينات اليوم أن تركيبة الجسم مختلفة تماما عن فئة من النيازك تُعرف بالكوندريتات الكربونية، يُعتقد أنها كانت في الماضي عبارة عن مذنبات. لذلك «من غير المحتمل» أن يكون هذا الجسم مذنّبا، وفقا لماريو فيشر-غوده.وعن المنافع الأوسع لهذه النتائج، اشار عالم الكيمياء الجيولوجية إلى اثنتين.أولاً، يمكن أن يساعد التحديد الأفضل لطبيعة الكويكبات التي ضربت كوكب الأرض منذ بداياته، قبل نحو 4,5 مليارات سنة، في حل لغز منشأ الماء على الأرض، وفق تقديراته.ويرى العلماء أن كويكبات يمكن أن تكون أتت بالماء، لكنها على الأرجح كويكبات من النوع «سي»، مثل تلك التي كانت موجودة قبل 66 مليون سنة، التي نادرا ما تضرب الأرض مع ذلك.ورأى الباحث أن العودة بالزمن تتيح كذلك الاستعداد.وقال “إذا وجدنا أن انقراضات جماعية» أقدم «مرتبطة أيضاً بكويكبات من النوع +سي+»، وبالتالي إذا كان مثل هذا الكويكب سيعبر مدار الأرض مجددا يوما ما، «فسيتعين علينا أن نكون حذرين جدا (...) لأنه قد يكون آخر ما نراه».

الغاء رحلات

على صعيد اخر اجتاح إعصار «قوي جدا» ساحل اليابان المطل على المحيط الهادئ أمس الجمعة ترافقه رياح عنيفة وأمطار غزيرة ما تسبب في إلغاء مئات الرحلات جوا وبالقطارات في منطقة طوكيو وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 4000 منزل.ورُصد الإعصار أمبيل على بعد حوالى 300 كيلومتر جنوب طوكيو، مصحوبا برياح تبلغ سرعتها 216 كيلومترا في الساعة وكان متجها شمالا، وفق وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.ومن غير المتوقع أن تصل عين الإعصار اليابسة إنما سيتوجه نحو شمال الشرق على امتداد ساحل هونشو ملامسا منطقة طوكيو التي تعد 40 مليون نسمة، قبل أن يعود إلى المحيط الهادئ اعتبارا من السبت.وصنفت وكالة الارصاد المنخفض الجوي بأنه «قوي جدا»، وهو مستوى أدنى بدرجة عن أعلى فئة وهي «إعصار عنيف» مع رياح تصل سرعتها القصوى إلى 105 عقدة (195 كيلومترا في الساعة).ونبهت وكالة الارصاد في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي المواطنين إلى أن «يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة عواصف وأمواج عاتية وانزلاقـــــات تربـــــة وفيضــــــانــات».وتوقع “المركز المشترك للتحذير من الأعاصير” التابع للجيش الأميركي، أن تصل سرعة الهواء القصوى 160 كيلومترا وسرعة الريح القصوى 216 كيلومترا بحلول الساعة 15,00 قبالة منطقة شيبا الساحلية شرق العاصمة.وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 4000 مشترك في المناطق الإدارية المجاورة لطوكيو وخصوصا في شيبا صباح الجمعة بسبب الإعصار، بحسب الشركة المشغلة للخدمة.وألغت خطوط “أول نيبون» 335 رحلة جوية داخلية ودولية، ومن المقرر إلغاء المزيد من الرحلات ما سيؤثر على 72 ألف مسافر.والغت الخطوط الجوية اليابانية (جابان ايرلاينز) حتى الآن 361 رحلة ما أثر على 57 ألف شخص.وستُعلق الخدمة على أجزاء مهمة من شبكة القطارات السريعة اليابانية الجمعة، ومن بينها الجزء المزدحم بين طوكيو وناغويا، فيما أعلن مشغل ديزني لاند طوكيو إغلاق المتنزه اعتبارا من الساعة15,00.ويأتي الإعصار فيما تحتفل اليابان بعطلة «أوبون» التي تستمر أسبوعا ويعود خلالها ملايين الأشخاص لزيارة عائلاتهم، وبعد أيام على العاصفة الاستوائية ماريا التي أدت إلى هطول أمطار قياسية في أجزاء من شمال البلاد.وقال إيسامو تيرويا (47 عاما) الزائر من منطقة ساغا والذي وصل طوكيو الخميس «سننتظر أي معلومات تنشر على الانترنت بشأن الإعصار، وإذا كان الوضع جيدا فسنخرج».وأضاف لوكالة فرانس برس “إذا كانت الأمطار غزيرة جدا سنبقى داخل الفندق ونخلد للراحة».ووفقا لدراسة نُشرت الشهر الماضي، تتشكل الأعاصير في المنطقة بالقرب من السواحل، وتشتد بسرعة أكبر وتستمر لفترة أطول فوق اليابسة بسبب تغير المناخ. وحلل باحثون من جامعات في سنغافورة والولايات المتحدة بيانات أكثر من 64 ألف عاصفة من القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن الحادي والعشرين للتوصل إلى تلك النتـائج.


مشاهدات 65
أضيف 2024/08/16 - 9:08 PM
آخر تحديث 2024/08/17 - 10:50 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 399 الشهر 7210 الكلي 9982754
الوقت الآن
السبت 2024/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير