باريس تطالب رعاياها بمغادرة لبنان
مستشار:هاريس لاتفكر في فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل
باريس - سعد المسعودي
واشنطن, (أ ف ب) - أفاد أحد المساعدين المقربين من كامالا هاريس بأن المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية لا تفكر في فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وهو تصريح نادر من فريق حملتها الانتخابية بشأن برنامجها في الشرق الأوسط.وقال فيل غوردون، مستشار هاريس لشؤون الأمن القومي الخميس ، إنها «لا تؤيد فرض حظر أسلحة على إسرائيل». وذكر أن نائبة الرئيس «أوضحت أنها ستحرص دوما على أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة من إيران».وهاريس التي تستفيد من ديناميكية مواتية لحملتها الانتخابية، تعرضت الأربعاء لمضايقات تسبب بها متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين خلال تجمع انتخابي. وكانت هذه المشاهد شائعة خلال تنقلات جو بايدن، قبل أن ينسحب الرئيس الأميركي البالغ 81 عاما من السباق إلى البيت الأبيض بسبب شكوك تتعلق بقدراته الجسدية والعقلية.ولا تزال الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر داعم عسكري لإسرائيل، وهو أمر يقسم المعسكر الديموقراطي، خصوصا منذ الهجوم الدامي الذي تشنه الدولة العبرية في قطاع غزة، ردا على الهجوم غير المسبوق لحماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.والتقت هاريس ناشطين معارضين للحرب، في ولاية ميشيغان الرئيسية التي تأمل في الفوز بها في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر ضد الجمهوري دونالد ترامب والتي تضم عددا كبيرا من السكان المتحدرين من أصول عربية.منددا بالكارثة الإنسانية في غزة وبالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، يدفع الجناح اليساري للحزب الديموقراطي من أجل تغيير للاتجاه في هذه القضية الشائكة.في ديترويت، قاطع نشطاء مؤيدون للفلسطينيين هاريس وهم يهتفون «لن نصوت لإبادة جماعية!»، فردّت «إذا كنتم تريدون أن يفوز دونالد ترامب فاستمروا في قول ذلك. وإلا فأنا من سيتحدث».
قصف اسرائيلي
وبعد اجتماع لها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وعدت هاريس بأنها «لن تبقى صامتة» إزاء «المآسي» في قطاع غزة الخاضع لحصار ولقصف إسرائيلي متواصل منذ عشرة أشهر.في عهد بايدن، علّق البيت الأبيض شحنة واحدة فقط من القنابل الثقيلة إلى إسرائيل، بسبب مخاوف على المدنيين.
عندما تقرع طبول الحرب تصبح الدبلوماسية أمرا ضروريا لكن الى اي مدى تستطيع الدبلوماسية بشكل عام والدبلوماسية الفرنسية بشكل خاص لارتباطها بالعلاقة المميزة مع لبنان فهل فعلا ستكون فعالة وتستطيع فعلا تخفيض التصعيد والعودة الى الخط الأزرق , ويبدوا ان زيارة وزير الخارجية الفرنسية “ ستيفان سيجورنيه “ الى بيروت هذا الأسبوع، ستكون مهمة صعبة وتأتي هذه الزيارة في مسعى من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لخفض التصعيد والعمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة. ويبدو أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية لم تعد كافية لوقف التصعيد على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، فالأمور أصبحت في مكان آخر، وبالتالي فرنسا غير قادرة على لعب أي دور في الوقت الحاضر ولا حتى الولايات المتحدة الأميركية التي أحجمت عن لعب الدور الإطفائي في هذه المرحلة، بعدما رأت أن الأمور تفاقمت,والمواجهة بدأت بالعد العكسي لضربة إيرانية كبيرة على إسرائيل، وبالمقابل يمكن أن نشهد ردًا إسرائيليًا على هذه الضربة، إلّا أنه في كل الأحوال إن زيارة سيجورنيه ضرورية من الناحية المعنوية لكن ليس لها أي أثر ملموس على الأرض”.مصادر مقربة من وزير الخارجية الفرنسي أكدت الى أن سيجورنيه كان قد تردّد في قبول هذه المهمة لكن إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تكليفه بزيارة إلى لبنان عاد وغير الموضوع، وهو مكلّف أن يأتي برسالة شديدة اللهجة تبرز خطورة التدهور العسكري الذي يمكن أن يحصل إنطلاقًا من الجبهة اللبنانية , وسيركز الفرنسيون على الجبهة اللبنانية فيما يتعلّق بقيام حزب الله بتنفيذ وعوده بتوجيه ضربة قاسية إلى إسرائيل، لأن الموضوع لن يبقى عند مجرّد الردّ على إغتيال المسؤول العكسري الكبير في الحزب فؤاد شكر، إنما يمكن أن تتدهور الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك”.
ويرى مراقبون انه ليس هناك أي آمال تعلّق على هذه الزيارة سوى أنها زيارة تضامن إذا أمكن القول مع لبنان آخر غير لبنان الذي يمثل حزب الله وخياراته، لأنه كما نعلم جميعًا هناك لبنان آخر لا يريد الحرب يريد حيادًا ليتجنب الخسائر ويريد أن يكمل حياة طبيعية، ربما الرسالة الفرنسية موجهة إلى هؤلاء للقول بأنهم غير متروكين,وفرنسا ستكون معهم .وكانت عدة دول كالسويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية قد دعت خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا.ولم يتوقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يتوقف من أجل تخفيض التصعيد نحو الحرب وقام بالاتصال بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بحثا خلاله التطورات الخطيرة بالمنطقة , وأشار بيان الرئاسة الفرنسية الى أن “رئيس الجمهورية والملك عبدالله الثاني أعربا عن اكبر قدر من القلق حيال تصاعد التوترات في المنطقة، وشددا على ضرورة تجنب تصعيد عسكري إقليمي بأي ثمن. وقد دعوا جميع الاطراف الى الخروج من منطق الانتقام وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس و(تحمل) أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب.
اتصالات فرنسية امريكية
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموانه (قال مشاورات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنية مع وزير الخارجية الامريكي بلينكن“ إن الوزيرين يتشاركان “القلق في مواجهة تصاعد التوترات” في المنطقة، وأنهما “اتفقا على مواصلة دعوة كل الأطراف الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بهدف تفادي أي تصعيد إقليمي قد تكون له تداعيات مدمّرة على دول المنطقة).
وأكد سيجورنيه وبلينكن مواصلة بذل الجهود المشتركة للتوصل الى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة الذي يشهد حرباً متواصلة ومدمّرة منذ نحو عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).وبدورها قامت الولايات المتحدة بتعزيز منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت سفنا حربية وطائرات مقاتلة لحماية جنودها وحليفتها اسرائيل كما دعت كل من السويد، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والأردن، والسعودية، رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا فورا، فيما سحبت السفارة البريطانية عائلات دبلوماسييها من بيروت بصورة مؤقتة. ودعت باريس أيضا الفرنسيين المقيمين في إيران إلى مغادرة البلاد مؤقتا.