الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المغالاة في الفصول.. ظاهرة ليست من صميم الحياة العشائرية الأصيلة

بواسطة azzaman

المغالاة في الفصول.. ظاهرة ليست من صميم الحياة العشائرية الأصيلة

مارد عبد الحسن الحسون                

 

لايختلف اثنان أن الفصل العشائري هو حل تراضي بين طرفين وهو في صورته الاجتماعية والاخلاقية حل ينهي الخصومة ويضع حدأ  لظاهرة تبادل الثارات التي هي من ابشع المواقف التي تتخذها العشائر ، وعندما تكون مبالغ الفصل رمزية كلما أكد الطرفان قيمتهما الاجتماعية  وأخلاقهما المنبعثة من قيم الرسالة الاسلامية السمحاء ، كما أخذ الفصل صورته المقبولة مع رمزية ألمبلغ أو  التعويض  الذي يعطى ويعكس ذلك أنه كلما كان الفصل ضمن إطار من المغالاة والتصعيد كلما يعكس حالة اجتماعية غير مرضية وموقف هزيل ومدعاة للاشمئزاز لأنه يتحول الى صفقة تجارية وليس حلأ  ينطلق من مرضاة الله ورسوله والاعراف الاجتماعية العشائرية الأصيلة.   

صميم الحياة  

أن المغالاة في الفصول العشائرية ظاهرة ليست من صميم الحياة العشائرية العراقية، وهناك عشائر ضربت بها الامثال من حيث الزهد والعفة ورفض الابتزاز في طلب فصول تعويضية زهيدة جدأ وما زلنا نتذكر بالعرفان والامتنان والشكر والتقدير احدى العشائر العراقية التي اخذت فصلأ عشائريأ من عشيرة اخرى على خلفية حادثة قتل وبدل من أن يأخذ أخو المقتول مبلغ التعويض لقتل أخيه منح كل المبلغ للوفد العشائري والتي تعرف لدى العشائر( بالمشية ) الذي جلب مبلغ الفصل مشيرأ عليهم صرفه على أيتام عشيرة القاتل في التفاتة كريمة ظلت مضرب الامثال .           

ولنا هنا أن نشير بمرارة أن المغالاة في الفصول يعكس طبيعة ابتزازية أذا أخذنا  بالوقائع التي تشير أن الجهة التي تدخل وسيطأ  لترتيب أليات الفصل العشائري تضع في حسابها أن تستفيد من ذلك بالحصول على مبلغ معين مقابل وساطتها، وهذا بحد ذاته من أبشع أساليب الوساطة ، إذ يقتضي الحال أن يكون الوسيط أمينأ في سلوكه واضحأ في شفافيته  بتقريب المتخاصمين الى بعضهما البعض ، والمعروف أن الوسيط العشائري الشريف يقدره الجميع ويضمن محبة الطرفين ، ثم لماذا الوسيط بين المتخاصمين  وكأن في العشيرتينالمتخاصمتين لايوجد حكماء أو رجال على قدر من العقل والذهنية المتفتحة ، ولماذا الوسيط وكأن العشيرتين لاتقويان على فض المشكلة بينهما إلا بوجود طرف أخر.                           

انني ومن خلال خبرتي الطويلة وكوني خريج مدرسة مضيف والدي وعملت فترة طويلة 12 سنة مديرأ عامأ لشؤون العشائر في وزارة الداخلية أاوكد أن هذه المغالاة في الفصول العشائرية لاتمثل طريقأ للحل السليم انطلاقأ من الحقيقة الدينية التي تقول ( أن من يسهل على الناس امورهم سهل الله عليه طريقه) ، مع ملاحظة أن المغالاة في هذه الفصول تسبب بالكثير من الحقد وعدم الرضا والالم والحالة إذا علمنا أن العشيرة التي تدفع الفصل( اي من يقع عليه الفصل من هذه العشيرة ) قد لايجد مايستطيع دفعه جمعه طبقأ للاوضاع الاقتصادية ، وهكذا علينا أن نتقي الله في ذلك ، ونؤمن إيمانأ راسخأ أن خير ألامور أوسطها.


مشاهدات 431
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2024/08/06 - 4:25 PM
آخر تحديث 2024/12/21 - 3:55 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 122 الشهر 9304 الكلي 10065399
الوقت الآن
الأحد 2024/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير