قبو سفالبارد في مواجهة الإنقراض

اكرم سالم

تتوالى الانباء هذه الايام بشكل متسارع وواسع وبنبرة عالية عن تداعيات حصول اخطار جسيمة على كوكب الارض المعموربمليارات سكانها، وبغطائها النباتي وثرواتها البيولوجية التي تشكل القاعدة الغذائية الرئيسية لهم من خلال التنوع البيولوجي الذي يضمن ليس الغذاء فقط وانما نطاقا واسعا من طاقة الوقود واخشاب البناء والتصنيع والمواد المهمة في الدواء والصناعات البيوكيميائية المختلفة وغيرها. ومن ابرز تلك الاخطار خطر الحروب الذرية التي يلوّح بها الكبار من دول العالم في نزاعاتهم العسكرية والسياسية الرادعة!! ولاسيما حلف الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية من جهة و»الكتلة الشرقية»التي تتزعمها روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي المنهار من جهة مقابلة ،وتمثل الحرب مع اوكرانيا ابرز مثال لهذا الصراع المحتدم منذ اكثر من سنتين .اللافت في الامر وبما يتعلق باستراتيجية الامن الغذائي العالمي ،قيام العالم المتحضّر بمجهود استباقي للحفاظ على التنوع الزراعي الجنيني بالحفاظ على ملايين من البذور وباسهام من اكثر من 100 مئة دولة والعديد من البنوك الزراعية الجينية من مختلف ارجاء العالم شرقا وغربا من خلال تقنية قبو سفالبارد العالمي للبذور او ما يطلق عليه بقبو يوم القيامة!! وقد اضطلعت النرويج ببناء القبو بالتعاون مع  المجموعة  الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية CGIAR. يقع قبو يوم القيامة في جزيرة نرويجية قرب ارخبيل سفالبارد في القطب الشمالي ،وتتم المحافظة على تلك البذور صالحة للاحتياجات البشرية الاستراتيجية الطارئة ،لمواجهة خطر الانقراض .القبو كان قد افتتح منذ عام 2016 غير انه مرّ بمراحل بناء واعدادات متباينة الى ان جرى تجهيزه وتفعيله في السنتين الاخيرتين في سياقات تطور الاحداث الكبيرة التي تعصف بالعالم في السنوات الاخيرة. ولعل من ابرز التساؤلات المثارة حيال ذلك القبو هو كيفية الافادة منه والوصول اليه وفتح ابوابه السرية وارقامه المشفّرة ،اذا ما وقعت الواقعة؟ او بعد خراب «المعمورة» لا قدّر الله.