الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قيادة منفصلة عن الواقع وغضب شعبي متصاعد في غزّة

بواسطة azzaman

إغلاق المعابر حول القدس يحبط سكان القرى

قيادة منفصلة عن الواقع وغضب شعبي متصاعد في غزّة

 

رام الله - لارا احمد

في خضم أزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، يعيش سكان قطاع غزة تحت وطأة الفقر، القصف، وانعدام الأمان، بينما تتراكم مشاعر الغضب والإحباط تجاه القيادات السياسية التي يراها كثيرون منفصلة تماماً عن واقع الشعب.

يتزايد الاستياء الشعبي وسط اتهامات واسعة للقيادات المقيمة في الخارج، خاصة في قطر، مثل خالد مشعل وخليل الحية، بالتقاعس عن التفاعل الجاد مع معاناة الناس وفشلهم في تحقيق وقف لإطلاق النار أو إحراز أي تقدم فعلي في ملف إعادة إعمار غزة. يرى كثيرون أن هذه القيادات لم تعد تمثلهم، بل تحولت إلى رموز بعيدة تعيش في راحة وأمان، بينما تُترك غزة لتواجه القصف والجوع والقهر بمفردها.

تغذي هذه المشاعر حالة متصاعدة من القمع الداخلي من قبل الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى استغلال بعض التجار للأزمة لرفع الأسعار واحتكار المواد الأساسية، ما يزيد من شعور المواطنين بأنهم محاصرون ليس فقط من الخارج، بل أيضاً من الداخل.

الجملة التي تتردد كثيراً في الشارع الغزي اليوم هي: «هؤلاء لا يمثلوننا.» بل إن بعض الأصوات تطالب هذه القيادات بالقدوم إلى غزة والعيش ليوم أو يومين فقط تحت نفس الظروف التي يعيشها المواطنون — بلا كهرباء، بلا غذاء كافٍ، وتحت وقع القصف والخوف المستمر.

علامات استفهام

إن الفجوة المتزايدة بين القيادة والشعب تهدد بتفكك ما تبقى من ثقة داخلية، وتضع علامات استفهام حول شرعية من يتحدث باسم الغزيين على الساحة الإقليمية والدولية. فما لم يُترجم الخطاب السياسي إلى أفعال ملموسة تخفف من معاناة الناس، فإن الهوة ستتسع أكثر، ومعها صوت الرفض والتمرد.

غزة اليوم لا تنتظر الشعارات، بل تحتاج إلى قيادة حقيقية تعرف وجعها، وتعمل من داخلها لا من الخارج، قيادة تشارك الناس همومهم لا تكتفي بإدارتها من شاشات بعيدة.

وأدى الهجوم الأخير في القدس إلى إجراءات إسرائيلية مشددة تمثلت في إغلاق جميع المعابر المحيطة بالمدينة، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستياء بين سكان القرى والبلدات القريبة. فهؤلاء السكان يرون أنهم يتحملون العبء الأكبر نتيجة نشاطات المجموعات المسلحة، رغم أنهم لا علاقة مباشرة لهم بهذه الأحداث.

يشير الأهالي إلى أن إغلاق المعابر يقطع شريان حياتهم اليومي، حيث يعتمد معظمهم على الدخول إلى القدس أو المرور عبرها للعمل، أو تلقي الخدمات الصحية والتعليمية، أو حتى للتواصل الاجتماعي مع العائلات الممتدة داخل المدينة. ومع هذه القيود، يجدون أنفسهم معزولين بشكل قسري، وهو ما يضاعف من معاناتهم المعيشية ويزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية عليهم.

ويؤكد بعض السكان أن هذه الإجراءات العقابية الجماعية لا تساهم في تعزيز الأمن، بل على العكس، تزرع مشاعر الغضب والإحباط، وقد تؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من التوتر في المنطقة. فهم يشعرون بأنهم يدفعون ثمناً شخصياً لأعمال لا يتحكمون فيها، في حين أن حياتهم اليومية تتعطل بشكل شبه كامل.من جانب آخر، يوضح مراقبون أن مثل هذه السياسات قد تفاقم من الفجوة بين الفلسطينيين والمؤسسات الرسمية، إذ يتساءل المواطنون عن غياب أي حلول تخفف من وطأة هذه الإجراءات أو تضمن لهم حرية التنقل الأساسية. كما يحذر خبراء من أن استمرار إغلاق المعابر لفترات طويلة قد يؤدي إلى أزمات إنسانية واجتماعية، خصوصاً مع اعتماد آلاف العائلات على دخول القدس لتأمين مصادر رزقها.

اجراء ضروري

في المقابل، تبرر السلطات الإسرائيلية هذه الخطوة باعتبارها إجراءً ضرورياً لضمان الأمن ومنع تنفيذ هجمات إضافية، غير أن السكان المحليين يعتبرونها شكلاً من العقاب الجماعي الذي يضاعف من معاناتهم ويعمّق مشاعر الظلم لديهم.

وبينما يستمر الإغلاق، يبقى الأهالي في حالة ترقب وقلق، مطالبين بفتح المعابر بشكل عاجل، وإيجاد حلول توازن بين متطلبات الأمن وحقوق المدنيين في حرية الحركة والحياة الكريمة.

 


مشاهدات 64
أضيف 2025/09/17 - 3:34 PM
آخر تحديث 2025/09/18 - 1:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 44 الشهر 12356 الكلي 12030229
الوقت الآن
الخميس 2025/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير