فاتح عبد السلام
عندما يكون هناك أكثر من 24 مليون بندقية في أيدي المدنيين في الولايات المتحدة فليس من الغريب ان “تشذ” بندقية واحدة في توقيت سياسي خطير لتكون الحاسمة في قول ما لم تستطع قوله الحملات الانتخابية أو الإجراءات القضائية أو السياسية.
لم يكن المرشح دونالد ترامب ينقصه شيء من عناصر التحدي في اكمال السباق الانتخابي حتى نهايته سوى محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ، وكادت تنهي حياته، إذ انَّ الرصاصة أصابت حافة أذنه.
من الصعب أن يذهب أي تقدير أمني لعملية الهجوم الى احتمال انّ المهاجم شخص مبتدئ ومنفعل وليس مُدرَبا على القنص الجيد لاسيما انّ المسافة مائتا متر. وبغض النظر عن فحوى التقرير الأمني الذي تسلمه الرئيس الأمريكي بايدن عن المحاولة الفاشلة، فإنّ الخلل واضح للمختص ولسواه في عدم تجهيز طاقم الحماية بمعدات تستطيع توفير وقاية لترامب من احتمال ان يتعرض لوابل من الرصاص.
عناصر أجهزة حماية الزعماء يظهرون للعلن وهم يحملون حقائب تتحول بلحظات دروعا واقية من الرصاص، أو مظلات ضد الرصاص، وهو ما كان ترامب يحتاج اليه بعد الرصاصة الأولى التي استهدفته. لو كان مصدر الرصاص المُنهر متدفقاً بكثافة وعبر أكثر من اتجاه لكان قضى على الحراسات الشخصية والمرشح الرئاسي معاً ما داموا في وضع مكشوف لا توجد فيه واقيات طوارئ ضد الرصاص، حتى إخراج الرئيس السابق من منطقة القتل المستهدفة.
وكل ذلك من باب الانطباعات العامة، غير انّ محاولات اغتيال الرؤساء الامريكان منذ قتل أبراهام لينكولنالعام 1865 أو الرئيس الجمهوري ويليام ماكينلي في العام 1901 حتى اغتيال جون كنيدي مطلع الستينات او المحاولة الفاشلة، من شخص مجنون لم يحاسب، ضد رونالد ريغان في العام 1981 لم تتكشف خفاياها إلا بعد سنوات من حدوثها.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية