الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا‭ ‬يعني‭ ‬كلامه‭ ‬عن‭ ‬اسقاط‭ ‬النظام؟

بواسطة azzaman

ماذا‭ ‬يعني‭ ‬كلامه‭ ‬عن‭ ‬اسقاط‭ ‬النظام؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

إيران،‭ ‬وليس‭ ‬خصومها‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬مرشدها‭ ‬الأعلى،‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬صاحبَ‭ ‬حرب‭ ‬الاثني‭ ‬عشر‭ ‬يوماً‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬اسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬اسقاط‭ ‬النظام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬البوح‭ ‬بهذه‭ ‬التعابير‭ ‬من‭ ‬المحرمات‭ ‬في‭ ‬القاموس‭ ‬السياسي‭ ‬الإيراني‭. ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬يقودنا‭ ‬الى‭ ‬انّ‭ ‬التغيير‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬سيقود‭ ‬حتماً‭ ‬الى‭ ‬انعكاسات‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬مديات‭ ‬ذلك‭ ‬التأثير‭.‬

هاجس‭ ‬التغيير‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬جميع‭ ‬السياسيين‭ ‬العراقيين‭ ‬،لا‭ ‬أستثني‭ ‬واحداً‭ ‬منهم‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬مفاهيم‭ ‬التغيير‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬الى‭ ‬رأس،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬كثيراً‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتقد‭ ‬انّ‭ “‬الترضية‭ ‬المزدوجة‭” ‬العلنية‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬مع‭ ‬ايران‭ ‬وامريكا،‭ ‬تضمن‭ ‬استمراريته‭ ‬السياسية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬النظام‭ ‬الهيكلي‭ ‬العام‭ ‬المنبثق‭ ‬عن‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬المرتبة‭ ‬أمريكياً‭ ‬باتت‭ ‬تحت‭ ‬عيون‭ ‬الفحص‭ ‬والمداولة‭ ‬والمراجعة‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وهذه‭ ‬خارج‭ ‬التحليل‭ ‬والتأويل‭. ‬فالمصلحة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصحبها‭ ‬مصلحة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬أمني،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬تقصده‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالتغيير‭ ‬علناً‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬هناك‭ ‬لجام‭ ‬أمريكي‭ ‬واضح‭ ‬وقوي‭ ‬أيضاً‭ ‬يمسك‭ ‬اندفاع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتوسيع‭ ‬الاستهداف‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬منهجاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬العاصمة‭ ‬والجنوب‭ ‬والبقاع،‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الميدان‭ ‬العسكري‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬تمارسه‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬ضربها‭ ‬مداخل‭ ‬القصر‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬الرئيس‭ ‬فيه،‭ ‬و‭ ‬مبنى‭ ‬استعلامات‭ ‬رئاسة‭ ‬الأركان‭ ‬العسكرية‭ ‬بدمشق،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬أي‭ ‬أجندة‭ ‬حربية‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭. ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬اللافت‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لفظي‭ ‬الا‭ ‬نادرا‭ ‬وعبر‭ ‬منصات‭ ‬ثانوية‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬التحشيد‭ ‬الحربي‭ ‬الفعلي‭ ‬واللفظي‭ ‬المنطلق‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬العراقية‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬هجوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬ما‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك؟‭ ‬هل‭ ‬تخشى‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تضرب‭ ‬أهدافاً‭ ‬ثانوية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هاجمت‭ ‬بأقسى‭ ‬الضربات‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬إيران؟‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬خشية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬من‭ ‬اي‭ ‬تهديد‭ ‬يكون‭ ‬مصدره‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬ولو‭ ‬تكرر‭ ‬قولاً‭ ‬او‭ ‬فعلاً‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬لربما‭ ‬تبقى‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬استهداف‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬تمارس‭ ‬الاعمال‭ ‬الحربية‭ ‬خارج‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية،‭ ‬وهذا‭ ‬لافت‭ ‬وغريب‭ ‬ويحتاج‭ ‬تأملاً‭ ‬عميقاً‭.  ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬رابطا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬سوى‭ ‬اللجام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬تحييد‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬عن‭ ‬العمليات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تستبيح‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬غير‭ ‬انّ‭ ‬ذلك‭ “‬اللجام‭” ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬على‭ ‬حاله،‭ ‬مادام‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭ ‬غالباً،‭ ‬تضع‭ ‬المصير‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬المصير‭ ‬الإيراني،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬المعطيات‭ ‬العملية‭ ‬تقول‭ ‬انّ‭ ‬ايران‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تضع‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬لشعارها‭ ‬الأثير‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الساحات‭”.   ‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 64
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/07/18 - 11:26 PM
آخر تحديث 2025/07/19 - 1:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 146 الشهر 11839 الكلي 11165451
الوقت الآن
السبت 2025/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير