إلا في العراق
جواد العطار
اغلقت صناديق الاقتراع أبوابها خلال اليومين الماضيين في كل من بريطانيا وايران ، وفي الأولى فاز حزب العمال بزعامة كير ستارمر على منافسيه من المحافظين بزعامة سوناك بعد 14 عاما من حكم المحافظين ، وفي إيران فاز الاصلاحيين بقيادة مسعود بزشكيان بعد ثمان سنوات من حكم المحافظين.
وما يؤشر على الحدثين اعلاه هو تجسيد حقيقي لرغبات الشعب اولا؛ مع مشاركة واسعة. وسرعة في إعلان النتائج ثانيا؛. والتداول السلمي للسلطة بسلاسة ثالثا؛ دون أي اعتراض...وهذه هي الديمقراطية الكل فائز فيها ما دام يؤمن بمبادئها الحقة.
وان كانت المقارنة غير واردة بين ديمقراطية بريطانيا العريقة وديمقراطية إيران الحديثة نسبيا ، الا ان المعطيات متشابهة ومتقاربة ويجب أن يتعلم ساسة العراق منها الكثير.
ففي العراق ومنذ اكثر من عقدين ، ما زال المحافظين يمسكون بزمام الامور بقبضة من حديد دون فسح المجال لإيجاد بديل ، وما زالت نتائج الانتخابات تطبخ على نار هادئة لاسابيع مع انخفاض المشاركة الشعبية دورة بعد أخرى . والاعتراضات على النتائج موجودة بعد كل انتخابات وتداول السلطة ما زال على المحك بين سلس وصعب احيانا.
ان العراق بحاجة ماسة إلى التغيير فنفس الوجوه تتكرر في كل مرة وان تغيرت بعض السياسات للأفضل إلى أن هذا لا يشبع رغبات الشـــــــــعب التواق للتغيير والإصلاح والأفضل.
لذا فان فسح المجال للاخرين بالمنافسة النزيهة فرصة يجب أن يتعلمها الساسة الحاليين ان أرادوا للعراق أمانا واستقرارا ومستقبلا افضل.