الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قصة يقصها أبله

بواسطة azzaman

قصة يقصها أبله

ياسر الوزني

 

أنه شكسبير الذي قال عن الحياة بأنها قصة يقصها أبله ، وحين بحثت في معنى الأبله وجدت من مرادفتها (سبهال) وهو وصف للشخص الذي لايعمل شيئاً ذا بال لكنه فارغ ضال ، ولقد حدثنا التأريخ عن نماذج من الناس ومنهم أبن الرواندي أذ قال عنه معاصروه أنه متنقل بين مذهب وآخرباحثاً عن مصالح شخصية وهو ناقد برسم الأيجار لغاية ذاتية،كما عرف عنه بحثه الحثيث عن منزلة في الوصول الى مواقع تصاعدية  ولعل هذين البيتين اللذين عزاهما له أكثر من مصدر أدبي وتأريخي تؤكد ماكان عليه :كمْ عَاقلٍ عاقلٍ أعيتْ مذاهبُه * وجاهلٍ جاهلٍ تَلقاهُ مـــرزوقا..هذا الذي ترك الأوهامَ حائرةً * وصَيَّر الْعَالِمَ النِّحريرَزنديقا ،ويسمح المجتمع في بعض البلدان أن يعطي دوراً مؤثراً للمرأة الجميلة في الوساطة وتكريس الفساد حسب درجة جمالها وطغيان أنوثتها فيحسب لها أن تجعل من المغضوب عليه بريئاً وتمنع السياف من حزالرقاب لذلك يقال عن تلك النساء(تفك المصلوب) ،وربما لاتخلو مجتمعات أخرى من  ظاهرة الأقزام ليس في معنى الصفات الجسمانية وأنما في التصاغر والتضاؤل وقد صار لهؤلاء عادات وتقاليد متواترة وهم على الدوام خدماً وحشماً بل أنهم جزء من التوازن النفسي عند آخرين وقد يشابهون العبد الذي إن مات سيده أشترى آخر(اللي مالوش كبير يشتري كبير ) كما يقول المثل المصري، أما المحاسيب  فأن لهم دوراً واضحاً في تسيير مصالح المغلوبين على أمرهم ويتلطفون في قضاء حوائج (الغلابة ) بين القاهر والمقهورهذا قبل أن تصبح الوساطة لها ثمن معلوم ولن ترد المظالم إلا بأخذ المقسوم ومهما تغيرت التسميات فأن المؤرخين يسمون هذا النوع بالبذل والبرطلة ونسميه نحن بالرشوة ، أن من يقرأ كتاب الله جل جلاله يجد وصفين، الأول ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) والثاني (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) وفي القولين دلالات وبراهين للذين يؤمنون ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)،  قد يبدوا الأنفاق على فواتير الهواتف أوالأهتمام بفنانة خلعت الحجاب أو حتى الانفاق على الراقصات الخليعات نوع من أنواع السبهلة وحين شرحت معناها لصديقي المقيم خارج العراق قال أتمنى الآن لفة فلافل مع شربت زبيب.

 

 


مشاهدات 61
الكاتب ياسر الوزني
أضيف 2024/06/29 - 12:21 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 11394 الكلي 9361931
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير