حسن حسني يجد الدراما العراقية بخير ومتفائل بها: (روح) في الشرقية قصة لم يتناولها مؤلّف

الموصل - هدير الجبوري

فنان عراقي شامل أستهواه الفن منذ الصغر ولِد في منطقة القادرية في مدينة العمارة عام 1950 وترعرع فيها لغاية سن السادسة عشر وكان في طفولته طفلاً هادئاً وُمحباً للعب واللهو ومشاهدة الافلام السينمائية ومقلداً لحركات أبطالها امام المرآة ..ضيف (الزمان) في هذا الحوار المخرج والممثل حسن حسني:

 هل أشترك حسن حسني باعمال فنية في الصغر ويعتبرها بداية الموهبة لديه؟

- نعم في مدينتي العمارة شاركت في عمل مسرحي طلابي عندما كنت طالباً في المتوسطة المركزية فيها وحينها شعرت بحب المسرح ورغبة بالانتماء اليه.

 متى غادر حسن حسني مدينته الام وانتقل الى بغداد لغرض إكمال دراسته؟

- غادرتها عام 1967 حيث تم قبولي بامتياز من قبل لجنة القبول في معهد الفنون الجميلة في بغداد ومن ثم  التحقت للدراسة في اكاديمية الفنون الجميلة في العام 1972..

 هل أنتميت اثناء اوقات الدراسة  لفرقة تمثيلية معينة ؟

- عندما بدأت الدراسة في معهد الفنون الجميلة تحت رعاية اساتذة اكفاء انتميت في ذات الوقت كممثل شاب بفرقة اتحاد الفنانين المسرحية برئاسة الكاتب ( طه سالم ) وساهمت كممثل في بعض اعمالها لمخرجين مجددين منهم محسن العزاوي وخالد سعيد وعبدالله جواد والراحل ابراهيم جلال..وفي اكاديمية الفنون الجميلة القسم الصباحي في العام 1972دخلت دورة تدريبية في معهد التدريب الاذاعي والتلفزيوني كمنفذ للبث التلفزيوني فزاولت عملي في القنوات التلفزيونية انذاك 9 و 7 الفترة المسائية لغاية العام 1974 حيث اتيحت لي فرصة اخراج تمثيلية تلفزيونية نالت اعجاب المعنيين في ادارة التلفزيون..

 ماالمقصود بالتحديد بمنفذ بث؟

- منفذ بث أي تنفيذ البرنامج اليومي لبرامج التلفزيزن وكان يسمى ( المنفذ) لانه لم يكن فيه ابداع ..

 هل ابتدأ حسن حسني مشواره الفني كمخرج ام ممثل؟

-أنا كنت ممثلاً معروفاً للجمهور قبل أن اكون مخرجاً ومن ثم ممثلاً مسرحياً وتلفزيونياً ومشاركاتي كممثل كانت تحت ايدي مخرجين أكفاء صقلوا موهبتي بالاضافة لدراستي في معهد واكاديمية الفنون الجميلة وتبلورت شخصيتي الفنية وقيادة الفريق الفني حيث كنت منفذاً للبث اليومي مدة ثلاث سنوات..

 أين يجد حسن حسني ذاته في التمثيل ام الاخراج؟

-أجدها في الاثنين معاً.

 متى غادرت العراق وهل تمكنت من المشاركة في اعمال اثناء تواجدك خارج البلد؟

- غادرت العراق عام 1992 متوجهاً الى الاردن واخرجت فيها بعض الاعمال الدرامية ولكني لم انقطع عن بلدي العراق فكنت اتنقل مابين بغداد وعمان ,, اما رحلتي الطويلة الى السعودية فقد كانت في العام 1996 بعد الانتهاء من تمثيلي لشخصية ( حسن البابلي) في مسلسل رجال الظل وهناك أي في السعودية اخرجت العديد من المسلسلات الدرامية ولمدة عشر سنوات متتالية وحققت فيها نجاحاً والحمد لله, ومن ثم أتجهت الى سوريا في العام 2012 حيث مثلت واخرجت اعمالاً درامية مشتركة وكذلك في لبنان وكانت اعمالاً مهمة..وحاليا انا مقيم في الاردن ومازلت فيها..

مطبات وعراقيل

 هل واجه حسن حسني مطبات وعراقيل أثناء حياته الفنية والاجتماعية؟

- انا انسان هادئ بطبعي محب للحياة والفن ولم تكن في حياتي أية عراقيل والحمد لله بل كانت حياة سلسة بسيطة وسارت بكل أنسيابية واتيحت لي فرص فنية عديدة وأغتنمتها ونجحت فيها ,,حيث كانت المسارح ودور العرض السينمائي متوفرة والكتب سهلة المنال وباسعار زهيدة مع سهولة اقتنائها والحياة كانت بسيطة ميسرة وقلوب الناس ممتلئة بالمحبة والطيبة ومتصالحة مع نفسها.

 عندما يُذكر أسم حسن حسني امام الجمهور العراقي سرعان مايتذكر مباشرة مسلسل ( نادية ) الذي تم عرضه في ثمانينات القرن الماضي بالرغم من ان حسن حسني يمتلك رصيد كبير من الاعمال الفنية الاخرى فماذا تعتقد السبب؟

- الحديث عن مسلسل( نادية) يطول فهذا المسلسل كان مكتوباً باحترافية عالية وكتبه كاتب مميز هو الراحل معاذ يوسف واخرجه واحد من ضمن خيرة المخرجين هو صلاح كرم ,, وانا اعتبره ركيزة مهمة في تاريخ الدراما العراقية والذي عاصره يتذكره جيداً ويعشقه كعشق (عادل ) للايمان والتي هي ( نادية ) ومخزون بذاكرته وهاقد مر على عرضه 36عاماً والناس تتذكره بحب وهذا هو السبب في نجاح هذا المسلسل التي توافرت فيه كل مقومات النجاح من سيناريو وكتابة واخراج الى الاداء التمثيلي ووجود خيرة الفنانين فيه ..

 الملاحظ ان الفنان حسن حسني لديه ميل الى الامور الادبية والسرد القصصي ولطالما قام بتدوين ذلك في صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، تحدث لنا عن هذه الجزئية في حياة حسن حسني؟

- كتبت مشاعري على شكل قصائد وكتبت مجموعة قصصية نشرتها دار الذاكرة للنشر والتوزيع ولدي اربع روايات أنتظر الوقت المناسب لمراجعتها ونشرها..حينما توقفت الدراما لمدة خمس سنوات أتجهت الى الكتابة تعويضاً عن ممارسة الفن الدرامي المتوقف.

أحب الادب خاصة قراءة الروايات والقصص وقصائد النثر ومشاهدة الافلام السينمائية العالمية , قرأت كثيراً الادب الروسي في مطلع السبعينات والثمانينات وأحببت روايات الكاتب الامريكي الروائي( دان براون) وقرأت جميع رواياته

 نعود للحديث عن مستوى الدراما العراقية هذا العام وبالذات شهر رمضان الذي تنتعش فيه الاعمال الدرامية فكيف يجدها حسن حسني ,, ونود ان تتحدث لنا ايضاً في  السياق عن مسلسلك الاخير( روح) والذي تم عرضه على قناة (الشرقية)؟

- أنا متفائل جداً بما قدم هذا الموسم من اعمال درامية وكرنفال جميل ورائع حقاً وسعيد بهذه النهضة الفنية فالدراما العراقية بخير وعافية وإن حدثت فيها هفوات أو هنات أو ضعف في بعضها فالنتيجة الايجابية المتكاملة ستحصد ثمارها في الموسم القادم لنتلافى بها أخطاؤنا .. أما فيما يخص مسلسل روح فأنا لن اتحدث عنه لأنه يتحدث عن نفسه ..موضوعة جديدة ولاول مرة الدراما العراقية تتناوله وتسلط الضوء عليه ولأول مرة فتاة مصابة بمتلازما داون

تخوض مجال التمثيل وتبدع فيه وانا سعيد بهذه التجربة واعتز بها والحمدلله رأيت النجاح بوجوه الفنانين الذين لم يشاركوا فيه والنقاد والجمهور من خلال ردود افعالهم بوسائل التواصل الاجتماعي .

 انت في هذا العمر الان هل توافق لو عرض عليك مسلسل يحمل سمات رومانسية او قصة حب ؟

-  اذا كانت الشخصية مناسبة لعمري ومكتوبة بشكل جيد وتحمل مشاعر وشحنات وجدانية اكيد سأجسدها بكل سعادة ..لدي احساس بانني امتلك القدرة والامكانية ، فالموهبة مازالت متقدة لمثل هذا الادوار ..