الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
باسم عبدالحميد حمودي.. أول من كتب نقدآ في القصة وأثار المشاكسات الادبية

بواسطة azzaman

باسم عبدالحميد حمودي.. أول من كتب نقدآ في القصة وأثار المشاكسات الادبية

قحطان جاسم جواد

 

ولد الطفل في بغداد في بيت الاخ سعودي قرب السيدة نفيسة في ساحة الطلائع في الثلاثين من مايس عام 1937.والده معلم ،انتقل الى الناصرية ولم يكمل عامه الأول.كذلك أمه»نعيمة عبدالرزاق» كانت معلمة مع والده تقاعدت في الاربعينيات. والده عبدالحميد حمودي امتد العمر به الى ماتجاوز المئة عام وله من الأبناء كل من باسم الابن البكر وهاشم اضافة الى سبع بنات.كان ابوه محل احترام وتقدير ليس الاسرة التعليمية فحسب باعتباره مدير مدرسة،بل في الاوساط الثقافية والاجتماعية.وفاز هذا المربي بجائزة ادبية قدرها 75دينارا في وقت كان راتبه لايتجاوز العشرة دنانير.وكان طويل القامة انيق الملبس وهادئآ يتعامل مع طلابه معاملة الاب لابنائه.تنقل في مدارس الفرات الاوسط،وكانت عائلته معه فيحله وترحاله.  وكان مشاكسا لاسيما في اوقات الظهيرة حين ينام أفرادالعائلة، فاضطروا الى ارساله الى الملا حمادي حتى يتخلصون من مشاكساته لاسيما ايام العطلة الصيفية.ثم انتقل الوالد الى الشامية كمدير مدرسة،ثم الى السماوة،حيث انتظم الطفل في الصف الاول الابتدائي. في مدرسة السماوة الابتدائية وكان والده مديرآ للمدرسة ايضا.كان والده لايجامله ابدا وكثيرا ما كان يقسوعليه اكثر من بقية الطلبة.عادت العائلة الى بغداد عام1947. وبعد تخرجه عاد الى السماوة كمعلم!وقبلها عمل في الصويرة وتم حبسه بتهمة الشيوعية،وبعد اطلاق سراحه نقل الى السماوة. واستمر هناك الى عام 1973 فعاد الى بغداد مجددآ.من اصدقائه»صادق الصائغ» و»زيد الفلاحي.

تاسيس فرقة

وكان في المدرسة الفنان» حقي الشبلي» فأسس فرقة تمثيل كان طفلنا معهم.وحين دخل الكلية فرع التاريخ كان المخرج»جاسم العبودي» مشرفآعلى النشاط الفني وفرقة التمثيل، التي انتمى اليها وقدموا مسرحية»هاملت» وكان معهم الكاتب المسرحي «نور الدين فارس».كما اسس فرقته الخاصة من جماعته وقدموا مسرحية»راس الشليلة» للفنان»يوسف العاني»واخذوا موافقته.ومثلت فيها الفنانة»عربية توفيق»،وبعض الطلبة صاروا دكاترة فيما بعد منهم( سلمان المعاضيدي ونوري عبد الحميد وسلمان فائق رزوق)،ولم تعرض الا مرة واحدة. وكان يتنافس مع (نزار عباس وصادق الصائغ) في الكتابة بالصحف.ويتذكر اول مقال له عن الفراغ لدى الطلبة في العطلة في صحيفة»بغدادالمساء»لصاحبها « خالدقادر».ثم كتب اول قصة بعنوان»منيرة»نشرها في القاهرة بمجلة القصةفي عام1955.وكتب اول كتاب»أنا عاطل»عام1958.ثم صدر له اول كتاب نقدي عن القصة العراقية عام1961 بعد كتاب عبدالقادر البر،ثم اعاد اتحاد الادباء طبعه مرة أخرى عام 2018. في ذلك كان النقاد لايكتبون عن القصة بل كانوا يتابعون الشعروالخطابة والدراسات الادبية .كما نشر في الصحف التي كانت تصدر في البلاد منها تحقيق في جريدة»الحرية» الخاصة بالكاتب «قاسم حمودي» والد سعد وجعفر، تقاضى عنه ديناران.كما نشر في جريدة البلاد وحصل على دينارين ايضا.فيما تقاضى عن اخر مقال له في هذه الايام مئة الف دينار!ويتذكرفي الجامعة كانت هناك رابطة اهل الادب وكان معه (صلاح نيازي وحميد الهيتي) في عام 1957 ومابعدها. وكانوايقدمون نشاطاتهم الادبية على قاعة الجواهري في كلية التربية. كما خاض طفلنا الذي اصبح ناقدآ،وكتب ا لكثير من المقالات الادبية، ومشاكسات كثيرة في الصحافة والأدب بسبب جرأة كتاباته.اول معاركه بسبب كتابه»أنا عاطل»واول من رد عليه الكاتب»احمد فياض المفرجي»ثم «نزار عباس»،وكان يرد عليهم بردود قوية.والطريف في الامر أنه بعد حين صار الأدباء يشيدون بكتابه!كما دخل في نقاشات حامية مع( سمير سنيط وعبدالواحد محمد) في جريدة «الموقف»حول بنية القصة،وظلت المشاكسات لشهورعبرالمقالات.كذلك دخل في مشاحنات كلامية مع الدكتور»علي احمد الزبيدي»الذي كان يطعن باتحاد الادباء ويعتبره منظمة سياسية اكثر مما هو منظمة أدبية.وكان من أ ول المتصدين للزبيدي.كذلك هاجم أهل المقام العراقي في جريدة المجتمع وقال عنه انه من الأشياء القديمة وعلينا أن نبحث عن الجديد في العالم المحيط بنا.وقد صدرت ردود عنيفة عليه من( حسين حاتم الكرخي و خطاب العبيدي وغازي عبدالحميد)وبقية أهل المقام.وكان يستثني من هجومه الفنان»محمدالقبانجي» باعتباره صرحآعاليآ.وفي ذات الفترة ايضا كان يكتب هنا وهناك عن التراث الشعبي قبل تأسيس مجلة التراث الشعبي عام1963.ثم انتقل الى مجلة الاقلام وظل يواصل الكتابة في التراث الى ان انتقل الى مجلة التراث الشعبي. كما يتذكرانه حضر اول مؤتمر تأسيسي لنقابة الصحفيين العراقيين عام 1959 عقد في قاعة الشعب في باب المعظم ،وأسفر عن انبثاق اول نقابة للصحفيين العراقيين. وحفلت حياته الصحفية بمواقف عديدة قدمت لمحات عن تلك المرحلة المهمة من تاريخ العراق المعاصر، منها انه وعدد من الصحفيين الشباب شكلوا قائمة مستقلة في الانتخابات، التي اشرف عليها» ذنون ايوب» لمنع وصول «قاسم حمودي» واسماء اخرى من الوصول للهيئة الادارية للنقابة « وقد فاز منهم حميد رشيد عضوى في الهيئة الادارية. ويشير الى انه كان يعمل في جريدة «الناس»و أخرج لهم الحاكم العسكري «احمدصالح العبدي» هويات خاصة، تتيح لهم الاتصال بالجهات الرسمية والشخصيات السياسية وتسهل تحركهم في البلاد. ويتذكر كيف التقى السياسي العراقي الكبير»كامل الجادرجي» زعيم الحزب الوطني ونقل عنه لجوءه للقضاء اثر اعطاء اسم حزبه لحزب أخر من لجنة الاحزاب حينذاك، اذ خرجت الجريدة بـ (مانشيت) عريض تضمن ذلك التصريح.

كما كتب في التراث الشعبي وأوّل كتاب صدر له (مؤلفآ)  في الثقافة الشعبية هو (الزير سالم) عن سلسلة الموسوعة الصغيرة ببغداد عام  1989 وهو كتاب يبحث في سيرة أبي ليلى المهلهل، ويحقق نسبه وشعره ويجمع  ديوانه، رغم ان  اهتمامه بالتراث الشعبي قد بدأ قبل هذا  بزمن تحدثنا عنه. وكتب في حقل التراث الشعبي، كتابه (سحر الحقيقة) الذي نشر عام 2017  وحوى معظم دراساته المنشورة حتى تاريخ نشر الكتاب في (التراث الشعبي)، عدا ما صدر في كتب ودراسات، منها كتابه (تغريبة الخفاجي عامر العراقي)، الذي صدر عن دار الشؤون الثقافية عام 1989و تحول الى مسلسل وفاز بجائزة افضل مسلسل عراقي ، وأعيد طبعه في القاهرة عام 2000. وصدرعن هيئة قصور الثقافة هناك في سلسلة مكتبة الدراسات الشعبية بمقدمة جميلة للأستاذ علي أبو شادي، والغريب أنه لم يحصل من هذه الطبعة إلاّ على نسخة وحيدة جلبها له الروائي أحمد خلف

ونشركتابه(القضاء العرفي عند العرب) الذي صدر عن دار (المدى) بدمشق عام 2009، وأعيد طبعه ضمن سلسلة (الكتاب للجميع) من قبل صحيفة (السفير) البيروتية عام 2010 ووزّع مجانآمن قبل صحف متعددة هي (السفير) في لبنان و(المدى) و(الاتحاد) في العراق و(البيان) في الإمارات و(القاهرة) في مصر و(القبس) في الكويت.وكذلك كتاب(التراث الشعبي والرواية العربية الحديثة) الصادرعن(الموسوعةالصغيرة

عام 1998). ونال عنه جائرة الإبداع في النقد الأدبي في نفس العام.

ولم يقتصر نشاطه على الكتب المؤلفة، بل قام ضمن سلسلة (كتاب التراث الشعبي) بإعداد وتحرير ونشر عدد من الكتب المهمّة منها (عادات وتقاليد الحياة الشعبية العراقية) عام 1986 وكتاب (أبحاث في التراث الشعبي) عام 1987 وهي دراسات لمجموعة باحثين أسهموا في ندوة التراث الشعبي السنوية في بغداد، ثم أصدركتابه عن (شارع الرشيد) الذي جمع فيه معظم بحوث الكتّاب الموثقين عن هذا الشارع العتيد، والتي سبق أن نشر معظمها في عدد التراث الشعبي الخاص بالشارع عام 1988، وهذا الكتاب اعادت وزارة الثقافة طبعه وترجمته إلى عدّة لغات بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية.كما نشر دراساته الشعبية في

مجلة (البحرين) الثقافية ومجلة (الفنون الشعبية) القاهرية ومجلة (الحداثة) البيروتية،التي أصبح عضواً في الهيئة الاستشارية فيها ومجلة (الرافد) الإماراتية وغيرها .كما حاز على الميداليةالذهبية من لبنان للتراث الشعبي وجامعة المنصورة، وتكريم وزارة الثقافة الأردنية عام 1990، حيث قام بتحكيم جائزة الدولة الأردنية في حقل التراث الشعبي.

رابطة التراث

 وانتخب لبعض الوقت أمينآ عامآ لرابطة التراث الشعبي للكتّاب العرب قبل أن يسدل عليها الستار نتيجة للحرب على الكويت. قال عنه الكثير من زملائه واصدقائه وتلامذته،منهم الباحث التراثي» رفعت مرهون الصفار»فقال (علمه واسع، و متميز بصفات وسجايا تجعله قريبا من الآخرين” و“اديب لامع ومؤرخ دقيق وتراثي من ابرز رجال هذا الميدان؛ لذلك اختارته وزارة الثقافة عضوآ في اللجنة التحكيمية لجائزة الفكر التراثي”،وباختصاريشكل دائرة معارف متنقلة.كما يجيد قراءة التراث العشائري ،وخصب الذهن و نافذ البصيرة، ينأى عن التعصب و محب للاخرين).

كما قال عنه رئيس تحرير مجل التراث الشعبي» قاسم خضير عباس»( ان علاقته  به تمتد الى اربعة عقود خلت، جمعهم العمل في دار الجاحظ والاقلام والتراث الشعبي” وهو“إنسان نبيل في مواقفه..ويشكل ظاهرة ثقافية. بدأ تربويآ وقاصآ

ومؤرخآ وباحثآ تراثيآ ومؤلفآ. وكان شعلة منتجة الى جانب كونه مديرالنشرفي دارالشؤون الثقافية العامة” .

ويمتد عطاؤه الفلكلوري الى خارج العراق بمعرفته الواسعة، فاعلآ في المحافل الفلكلورية.. المحلية والاقليمية والعربية والاسلامية والعالمية). هذا الطفل هو القاص والناقد والتراثي المعروف»باسم عبدالحميد حمودي».    من مشاريعه القادمة كتاب عن الداهية السياسية نوري سعيد ودوره في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق.


مشاهدات 383
الكاتب قحطان جاسم جواد
أضيف 2024/05/10 - 9:42 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير