الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أدباء النجف يقيمون مؤتمرهم الخامس للقصة

بواسطة azzaman

أدباء النجف يقيمون مؤتمرهم الخامس للقصة

مثقفون يحاولون إيجاد قواسم مشتركة بين السرد والدراما التلفزيونية

النجف - حمدي العطار

لا بد من الإشارة إلى أن هذا المؤتمر الذي يحاول أن يجد قواسم مشتركة بين السرد القصصي والدراما التلفزيونية يحاول الإجابة عن التساؤل : لم لا تتحول القصص الناجحة إلى أعمال درامية ناجحة؟! وهذا السؤال يقودنا إلى معرفة العوامل التي تتحكم في الكتابة التلفزيونية وهي تختلف كثيرا عن الكتابة للمسرح الذي يتم فيه تعريق أو تحويل الأعمال الروائية و القصصية العالمية والعربية إلى مسرحيات لا تتجاوز زمن العرض فيها أكثر من 3 ساعات بينما نحن نناقش المسلسلات التلفزيونية التي تمتد إلى 30 ساعة . كما ان الاقتباس من الأدب لم يحقق النجاح نفسه الذي حققه الأصل لذلك كانت دعوتنا إلى الادباء والكتاب أن يكتبوا اعمالا خاصة بالدراما التلفزيونية وليس تحويل القصص الى دراما تلفزيونية ، وعندما نجح الكاتب»أسامة أنور عكاشة» في كتاباته الاجتماعية للتلفزيون المصري لم يأخذ اي من روايته وقصصه ويتم تحويلها إلى عمل درامي بل كتب للتلفزيون (تأليف وسيناريو وحوار) ! اجتمع نجوم الادب مع نجوم الدراما في فضاء ثقافي وفني وادبي مكانه النجف للفترة 13-14 حزيران ، اذ نضم اتحاد ادباء نجف مؤتمره  الخامس عن القصة لهذه السنة ليجمع فيه السرد القصصي مع الدراما العراقية، يومان من الزمن ضمن فعاليات مؤتمر القصة بمشاركة فعالة من اتحاد  الادباء والكتاب  المركزي ومن ادباء المحافظات في ندوات مشتركة وجلسات نقاشية مثيرة بين الجانبين.

واوضح  رئيس اتحاد أدباء النجف محمود جاسم عثمان أوضح أهمية هذا المؤتمر  قائلا :» أنه اول مؤتمر على مستوى العراق يعقد للبحث في علاقة القصة بالدراما العراقية 100 ضيف من خارج النجف..باحثون أكاديميون.. فنانون.. مخرجون في السينما والمسرح والتلفزيون.. سيناريست. . صحافيون.. منظمات المجتمع المدني..روائيون. النجف.. مدينة الثقافة بأنواعها.. مدينة التنوع والفكر الخلاق.. تستضيف هذا المؤتمر في قاعة الجواهري في مبنى اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الاشرف.. لمدة يومين 13  و14 حزيران). اما عريف الحفل الشاعر «حسين مجيد» و بعد ترحيبه بالجميع وعزف السلام الجمهوري سيكون الافتتاح مع القارئ قاسم الجبوري وآيات من  القران الكريم، ثم طالب عريف الحفل ان يقف الجميع  لقراءة  سورة الفاتحة  لشهداء العراق. ثم اعطى توصيفا جميلا لماهية هذا المؤتمر قائلا « في رحاب النجف الأشرف تنطلق فعاليات مؤتمر القصة ونقدم السرد القصصي على طبق واحد مع الدراما العراقية ، سوف نقدم شيئا كبيرا للسرد تارة والى الدراما تارة أخر».

الابداع وتحولاته

في البدء كانت كلمة ممثل  رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني  المستشار الثقافي لرئيس الوزراء عارف الساعدي قائلا «انقل اليكم تحيات  رئيس الوزراء وهو يتابع نشاطات أتحاد الادباء والكتاب في العراق ،مؤتمرنا هذا ما هو ألا تنويع عالي الجودة في حركية الابداع وتحولاته، ذلك لأنه مؤتمر تخصصي حقيقي  يناقش قضايا واشكاليات واسعة وممتدة من الورقة الى الشاشة  ومن الشاشة الى الناس. وأضاف الساعدي قائلا»ان كل ما مر  بنا من حروب وحصار واحتلال وحرب اهلية  وقوى ظلامية  قضمت الارض  وحررها الابطال فيما بعد وعملية سياسية تولد وتتعثر وتنطلق وتجهض وتتبدل وجوه وتختفي احزاب وتولد شخصيات  وبرلمان واحتجاجات وتظاهرات   وصحافة  وتولد طبقات سياسية جديدة و كل ذلك يحتاج الى توثيق اللحظة  وتأبيدها بقصص وحكايات ستكون شاهدا على مرحلة من مراحل التاريخ فمثلما نقرأ الان ونشاهد افلام عن الحرب العالمية الاولى والثانية فان الاثار ازيلت وانتهت بعد سنوات قليلة لكن السرديات حفظت كل تلك الاحداث  وكل تلك الويلات ثم جاءت  الشاشة لتجسد تلك الاعمال القصصية والروائية  ولتكون شاهدا حيا يبقى على مدى الدهؤر.   ننتظر توصيات تنهض بالدراما العراقية). الامين العام لإتحاد الادباء والكتاب في العراق عمر السراي اكد على اهمية هذا المؤتمر قائلا « يجيء مؤتمر القصة ناشرا جناحه بدورة خامسة، مما يدل  على تكريسه توجها يقع في الصميم من الهوية الأدبية لأدباء هذه المدينة المعطاء والشكر أمام هذا الجمال لرئاسة  الوزراء وهي تعطي درسا في المهنية بإدارة الثقافة، وشكر لوزارة الثقافة والسياحة والاثار، ولاتحادكم، وأخص منه هذا المؤتمر اتحاد أدباء النجف، وهو الاتحاد المثابر الدؤوب الذي يقف مع اخوته في اتحادات الوطن الزاهر، طابعا وناشرا للكتب، ومقيما للمؤتمرات ومتواصلا بفعالياته المهمة، فشكرا له ولكم يا من حرصتم فنجحتم، و تفانيتم فتفوقتم ايها الكرام.. سيجد السرد، قصة ورواية لنفسه في هذا المؤتمر طريقا وافرا وهو يتأخى بهذا المؤتمر التخصصي مع الدراما المرئية والمسموعة، لتنضج المخرجات سليمة ومؤثرة طبتم يا بررة الكلمة،وانتم تمثلون نخبة المعنين بما تناقشون ، وصفوة المؤتمرين من أجل ثقافة فاعلة، وطاب وطنكم بكم، وهو الوطن الذي سرد ملحمته وقال فيها ( هو الذي رأى كل شيء) فجئتم وأنتم تقولون (هو الذي روى كل شيء). واكد رئيس اتحاد ادباء النجف محمود جاسم عثمان بالجميع قائلا « ان هذا المؤتمر الذي يجمعنا وأياكم هو تطور إيجابي وفعل لتجاوز الأطر النمطية في المؤتمرات والمهرجانات الادبية ، وهو الأول من نوعه الذي يتخصص للسرد القصصي والدراما العراقية ويبحث طبيعة العلاقة بينهما واخترنا الدراما العراقية لنجعلها انطلاقة فعالة لمؤتمرات قادمة لنخرج منها من الاطار المحلي الى أفاق الفضاء العربي والعالمي الرحب في القادم من المؤتمرات، و لإيماننا العميق بتاريخ  المشرف للدراما العراقية وصناعها وعلو كعب القائمين عليها على مستوى الاخراج والتمثيل ولإعطاء فكرة جلية عن ملامح هذه الدراما). موضحا ان « من الحقائق التاريخية الجديرة بالتنويه أن الحركة الفنية  الحديثة في العراق مارست دورها منذ عشرينات القرن الماضي وعلى الاخص النشاط المسرحي وهي بدايات تزامنت مع نشأة القصة في العراق على يد جعفر الخليلي وسليمان فيضي ومحمود احمد السيد وخاض الاثنان الدراما والقصة غمار الصراع مع الاعراف والتقاليد والرقابة السياسية لكنهما خرجا بالنهاية  منتصرين  وأستطاعا ان يعمقا ا جذورهما  في الارض»  ، كما اكد على   تطوير ثقافة السرد والدراما ،( أملنا  أن يحقق المؤتمر كل هذه الحقائق ويكون المؤتمر في بحوثه اثراء وتطويرا نحو الاحسن).

ضعف التعاون

وقدمت في المؤتمر العديد من البحوث والاوراق النقدية من قبل الادباء والفنانيين والنقاد ، دارت حول علاقة القصة والسرد بالدراما  والمسرح مع التركيز على اسباب ضعف التعاون والارتباط الوثيق بين المجالين. وخرج المشاركون في  المؤتمر بمجموعة من التوصيات ضمها البيان الختامي وهي: الدعوة إلى تشكيل لجنة للدراما تضم ممثلين عن نقابة الفنانين واتحاد الأدباء والكتاب في العراق وشبكة الإعلام العراقي لاختيار النصوص الأدبية الصالحة لتنتج أعمالاً درامية.والعمل على بناء مدينة للإنتاج الدرامي أسوة بالبلدان العربية المتقدمة في هذا المجال.مع مفاتحة الجهات الرسمية للحصول على قروض ميسرة للإنتاج الدرامي العراقي باعتباره مشروعاً وطنياً للاستثمار الثقافي.والتنسيق مع هيأة الإعلام والاتصالات لمتابعة الانتاج الدرامي للقنوات الفضائية العراقية لخلق صورة ذهنية عن الواقع العراقي وعدم مس قيمه الأخلاقية والاجتماعية والتاريخية مع مراعاة حرية التعبير عن الرأي.والدعوة إلى إقامة ورش عمل مدعومة في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني في شبكة الإعلام العراقي لتطوير الخبرات والمهارات في كتابة السيناريو الدرامي عبر اختبار نماذج من القصص والروايات العراقية.والدعوة إلى انشاء صندوق لدعم الثقافة والانتاج الدرامي تكون ميزانيته من الشركات الأجنبية والعربية العاملة في العراق.والعمل على إيجاد بيئة مناسبة لدعم برامج الإنتاج الدرامي المشترك مع المؤسسات العربية لتوسيع مساحة توزيع الانتاج الدرامي العراقي.والعمل على تشجيع الإنتاج الدرامي الإذاعي ودعوة كتاب القصة والرواية إلى تقديم أعمالهم إلى شبكة الإعلام العراقي. و-الدعوة إلى الاستفادة من الخبرات المتراكمة للرواد في مجالات التدريب وإقامة الدورات والاشراف على الورش الفنية.


مشاهدات 292
أضيف 2024/06/29 - 1:59 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 3:16 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 25 الشهر 10405 الكلي 10053549
الوقت الآن
الإثنين 2024/11/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير