الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بدرية عطش.. راقصة أسرت قلب الجواهري

بواسطة azzaman

بدرية عطش.. راقصة أسرت قلب الجواهري

جواد الرميثي 

 

بعد عام 1908 واعلان الدستور العثماني ، اعطيت بعض الحريات للمجتمعات والجماعات الدينية والقومية التي كانت ترزخ تحت الحكم العثماني ، وتم ايضا رفع الكثير من القيود التي كانت مفروضة على الصحافة والنشاطات الاجتماعية الاخرى . ونتيجة لذلك فقد ظهرت المراقص ، وتحولت بعض مقاهي بغداد الى (تياترو) وخصوصا بعد احتلال البريطانيين العراق والذي اعطى الكثير من الحرية وسمح لما كان محضورا في عهد العثمانين ، واصبح العراقيون اكثر لحضور حفلات تلك الملاهي ومشاهدة الراقصات ، بعد ان كان الذكور (المخنثون) يؤدون الرقصات وهم يلبسون الملابس النسائية ويتجملون ويتشبهون بهن ، كما في مقهى (عزاوي) ومقهى (سبع) في الميدان ، وطغت موجة كاسحة من اللهو والترفيه ، مما حدا بالشاعر معروف الرصافي بعد عودته من اسطنبول عام 1909 ان انتقد الوضع السائد بقصيدته الشهيرة (بغداد بعد الدستور)

والتي جاء فيها :

بغداد تسبح في الملاهي              

 وتعبث بالاوامر والنواهي

وكان تجمع اغلب الملاهي في منطقة الميدان حيث اصبحت مركزا للهو والمتعة واشتهر (اوتيل الهلال) براقصته (بدرية السواس ) وفرقتها والذي سمي الاوتيل باسمها (اوتيل بدرية سواس) وكذلك ملهى (نزهة البدور) (قهوة عزاوي) ، كانت الراقصة السورية (بدرية عطش ) من اجمل الراقصات اللتين قدمن الى بغداد ، والتي قال فيها الشاعر محمد مهدي الجواهري قصيدته الغزلية المشهورة :

هزي بنصفك واتركي نصفا

                         لاتحذري لقوامك القصفا

بديعة ولانت مقبلة

                     تستجمعين اللطف والظرفا

صف واحد

وكان من عادة الراقصات ان يجلسن على الكراسي بصف واحد في اخر المسرح وامامهن الموسيقون في الصف الاول ، وكانت من اشهر المغنيات والراقصات ، رحلو وسلطانه يوسف وصديقة الملاية وبدرية ام انور وجليلة العراقية ام سامي وخديجة علي وسلمة مردخاي الايرانية (سليمة باشا ) والتي كانت ترفع العلم العراقي على سيارتها وتعد المسيطرة الاولى على ليالي بغداد في زمانها ، كذلك بدرية عطش وبدرية سواس اللتان مر ذكرهما وفريدة علي وجميلة ونكر وحسيبة الماز وحيرة وتنو وغيرهن .

وفي الاعياد والمناسبات لم تكن في بغداد مكان اخر يذهب اليه الناس للترويح عن انفسهم عدى ساحة الميدان ليشاهدوا رقصات العبيد واغانيهم التي اشتهروا بها (كالهيوة والطنبورة)، والباب المعظم حيث سباقات الخيل او متنزهات الاعظمية وبساتينها الشهيرة او منطقة (سلمان باك) ، كما لاتوجد في بغداد فرق موسيقية سوى الجوق الموسيقى للجيش العراقي والذي كان يعزف للناس الانغام الشعبية السائدة انذاك في الحدائق العامة .ومن الطريف ذكره هنا ، ان الرصاص غالبا ماكان (يلعلع) وتبرق الخناجر في ليل الملاهي ويسقط القتلى والجرحى ،اذا ماتأخر طلب احد الحاضرين او فضل شخص اخر عليه في سماع اغنيته المفضلة التي اراد سماعها من المطرب او المطربة ، كما كانت تقدم بعد انتهاء فصل الغناء والرقص فواصل هزيلة لفناني ذلك العصر امثال : جعفراغا لقلق زادة (شارلي شابلن بغداد ) بالاشتراك مع حسقيل ابو البالطوات .


مشاهدات 405
أضيف 2024/05/28 - 6:21 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:00 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير