فاتح عبد السلام
لا تترك إسرائيل ضربة واحدة، حتى لو كانت بسيطة، تتلقاها من حزب الله في جنوب لبنان الا وترد عليها فورا، والمثال قريب في انها ردت على الهجمات الإيرانية الصاروخية بقصف شديد في أصفهان، وكذلك الحال بالنسبة للفصائل الفلسطينية في غزة التي تخوض هذه الحرب المفتوحة، كما انّ هجمات الحوثيين عبر البحر الأحمر تتولى الاساطيل الغربية هناك بالرد عليها فور حدوثها.
في الجانب الاخر، يوجد سيل من بيانات تصدر بشكل شبه يومي عن تسمية إصلاحية معروفة تدعى “ المقاومة الاسلامية في العراق”، ولعل هذه الاصدارات تجاوزت المائة بيان، جميها يشير الى ضرب اهداف استراتيجية داخل إسرائيل ودكها واصابتها إصابات قاتلة ومباشرة، وعبر صواريخ كروز مطورة وسلاح « الارقب» وطائرات مُسيّرة، ومن تلك الأهداف ميناء حيفا عصب الحياة في إسرائيل، وقواعد جوية وعسكرية في الساحل و صحراء النقب و قاعدة ” نيفاتيم” الجوية في بئر السبع ومصفى “حيفا” النفطي ومواقع في ضواحي تل أبيب، والاهداف التي أوردتها تلك البيانات تكاد تغطي كل هدف عسكري واقتصادي حيوي في إسرائيل على مدى الشهور الماضية، حتى ان الهجمات الإيرانية ذاتها لم تصل الى بعض تلك الأهداف المذكورة.
وفي مقابل ذلك لم تذكر إسرائيل انها تعرضت لضربة واحدة مصدرها الفصائل في العراق، كما لم يرد الجيش الإسرائيلي على أية ضربة تلقاها بحسب ما ورد في البيانات التي تصدر تباعا عن الفصائل الإسلامية العراقية.
ماذا يحدث بالضبط؟ لماذا لا يوجد اعتراف بحدوث ضربات من هذا النوع في إسرائيل؟ كما انَّ دول الجوار ومنها “الأردن” مثلا الذي يتمسك بحقه في التصدي لأي هدف يخترق سيادته الجوية لم يُشر يوما الى أي اختراق مصدره العراق، فضلاً عن انَّ جبهة سوريا محكومة بضوابط واضحة تخص النأي بالنفس عن المشاركة المباشرة بالحرب.
ما مصلحة إسرائيل في انها تتجاهل «الهجمات» عليها، اذ لا تذكر شيئا عن مائة هجوم وارد في بيانات الفصائل العراقية؟ وما أسباب عدم ردّها وهي التي ردّت في عمق إيران بسرعة كبيرة؟
نريد «فتوى» في حل هذا اللغز.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية