الوقوف عند الشباك

سعد جهاد عجاج

من طبيعة البشر ان يألف النِعَم والراحة والرفاهية والسعادة وهذا شي ايجابي لكن ان يألف الانسان الوقوف عند الشباك فهذا امر فيه نظر. في وضع كوضع بلدنا ونحن نحاول ان نتقدم خطوة الى الامام نجد ان العالم قد سبقنا بالاف الخطوات ومهما حاولنا ان نسير على خطى الاخرين فلن نصل الى ما وصلوا اليه اذا لم يكن هناك حل جذري يساهم في انتقال المجتمع الى وضع افضل من خلال تقديم الخدمات دون اذلال للمواطن. اعتادت الدوائر في عموم البلاد ان تتعامل مع المواطن من خلال الشباك سواء كان الشباك داخليا ام خارجيا لا فرق بينهما ففي كلتا الحالتين يقف المواطن امام نافذة صغيرة بانتظار رحمة الموظف. المشكلة لا تكمن في الشباك وانما في اعتياد المواطن والموظف على حد سواء، على ان انجاز المعاملات وتقديم الخدمات لا يتم الا عند الوقوف عند الشباك واذا اردت الجلوس فعليك ان تجلس طويلا حتى نهاية الدوام، فقانون المرور الافضلية لمن في الساحة وقانون انجاز المعاملات الافضلية لمن يقف عند الشباك. ان اعتياد هذه الظاهرة غطت على صبغة الاذلال التي يتعرض لها المواطن واصبح لا يشعر بكمية الاهانة التي يتعرض لها بل تحول الشعور الى ثقافة مجتمع يؤمن ان من الطبيعي ان يقف عند شباك الدائرة لساعات لانجاز المهمة والا فلن يتم الانجاز. ربما يتعذر البعض بان ذلك هو نظام عمل لكن ذلك لا يبرر الوسيلة ولا يرقى الى مستوى الدول الطموحة الى الصدارة بين الدول ونحن في القرن الحادي والعشرون.  ان اداة التطور والرُقي هو المواطن وما تتقدم الدول الا من خلال تقديم الخدمات باريحية وسهولة حتى بلغ الامر ان بعض الدول التي اصبحت نموذجا عالميا يضرب بها المثل، قد سخرت كل امكانياتها لراحة المواطن واصبحت تقدم الخدمة « دلفري » توصيل الى البيت كما تفعل دولة الامارات العربية المتحدة التي لم تدخر جهدا في سبيل راحة مواطنيها والغت شيء اسمه شباك، فلا حواجز بين المواطن والموظف ولا ضياع للوقت والجهد ولتتحول كل خدماتها واجراءاتها ومعاملاتها وتعاملاتها الى خدمة الكترونية باستخدام التطبيقات الذكية والاولوية لديها تقديم خدمة تناسب قيمة ومكانة الانسان.