ثقافة إحياء الفكر النقدي عند الطفل
رسالة الحسن
أن هذا الأمر لايتم بشكل عشوائي بل هو نتاج تعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع وهو أداة ضرورية لتمكين الطفل من اتخاذ قرارات مستنيرة ومواجهة العالم بثقة ووعي، وهو في نفس الوقت عملية تربوية وتعليمية تهدف إلى تنمية قدرة الطفل على التفكير التحليلي، وطرح الأسئلة، وتقييم المعلومات بشكل منطقي ومستقل. ويُعد هذا النوع من الفكر أساسًا لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية والإعلامية في العصر الحديث.
أن بناء شخصية الطفل تبدأ من العائلة ثم المدرسة كونها البيت الثاني للطفل ثم المجتمع الذي مسرح الحياة الذي يطبق فيه الطفل ماتعلمه في البيت والمدرسة سلبا أو إيجابا ، وهنالك عدة أمور يمكنها صقل ثقافة الفكر النقدي لدى الأطفال من أجل تنشئة جيل قادر على اتخاذ القرارات وحل المشاكل والمعوقات التي تواجههم
مستقبلا ... ومنها :-
دور الأهل أو العائلة:
وذلك من خلال تشجيع وتحفيز الاطفال على طرح الأسئلة ودمجهم في المناقشات الأسرية ومطالبتهم بأبداء ارائهم مهما كانت بسيطة والاستماع لهم ونقاشهم فيما يطرحوه من اجابات وتشجيعهم على إعطاء الرأي المختلف واحترام الرأي الآخر كخطوة لبناء ثقافة الفكر النقدي عندهم ليعتادوا على ممارستهم بشكل مستمر دون خوف أو تردد وعلى الأهل أن لايسخروا من طرح أطفالهم أو يقللوا من أهمية مايبدوه من رأي وتعليمهم الحوار والمناقشةعلى سبيل المثال، مناقشة الأحداث اليومية التي يمر بها الاطفال وذلك لتعليمهم التمييز بين الحقيقة وبين الآراء الشخصية وهل المعلومه مؤكدة وكيف يمكنه التحقق لأن ليس كل ما يسمعه الإنسان هو حقيقه .وعلى الأهل أن يكونوا قدوة جيدة لابناءهم من خلال طرح الأسئلة والإجابة عليها ومناقشتها مع الجميع أن الأطفال اذا شعروا بالأمان والطمأنينة للتعبير عن آرائهم دون خوف من السخرية أو العقاب لأن ذلك يساعدهم على تطوير الفكر النقدي لديهم .
دور المدرسة:-
أن المدرسة تعد من أهم الأسس لبناء جيل قادر على التفكير المستقل واتخاذ قرارات واعية واهم الطرق هي:-
١. تشجيع التلاميذعلى طرح الأسئلة وعدم الاكتفاء بالمعلومات المقدمةلهم .وافهامهم بأن طرح الأسئلة وسيلة للفهم وليس دليلاً على الجهل.
٢. استخدام أساليب تعليم نشطة مثل النقاشات الجماعية ، ودراسة الحالات لدفع التلاميذ لتحليل المعلومات وتقييمها وبعدها اتخاذ القرارات.
٣.تقديم مشكلات مفتوحه النهاية بدلا من الأسئلة ذات إجابة واحده صحيحة وهذا يشجع التلاميذ على التفكير خارج الصندوق ومقارنة البدائل.
٤.تعليم مهارات التفكير الناقد بشكل مباشر مثل : المقارنة ، التقييم ، التحليل ،اكتشاف المغالطات ويمكن تضمين هذه المهارات ضمن المناهج أو تقديم حصص مخصصة لها .
٥. تنمية مهارات القراءة التحليلية
وتدريب التلاميذ على قراءة النصوص بتمعن، وتمييز الحقائق من الآراء، وتحليل النوايا.
٦. دمج قصص ومواقف من الحياة اليومية:كاستخدام القصص لتحفيز التفكير حول القيم، الاختيارات، والعواقب.
٧.دور المعلم كميسر لا كمصدر للمعرفة
المعلم يشجع التلاميذ على استكشاف المعرفة بأنفسهم، لا أن يقدّم لهم الأجوبة جاهزة.
المجتمع :
أذا ما تم بناء الفكر النقدي للطفل داخل المنزل والمدرسة فإنه سيخرج للمجتمع قادر على مواجهة تحدياته وللمجتمع دور كبير لايقل اهميه عن دور الأهل والمدرسة في بناء الفكر النقدي للطفل مثل :
١.إنتاج برامج ومحتويات تناسب عمر الطفل وتدعم التفكير النقدي.
٢.أقامة الأنشطة الثقافية: كالمسابقات والمسرحيات وورش العمل التي تنمي روح التساؤل والنقاش.
٣. القدوة الحسنة: وجود شخصيات عامة ونماذج قريبة من الطفل تمارس التفكير النقدي وتُظهر أهميته.
واخيرا يجب غرس بعض المهارات للتفكير النقدي لدى الطفل ومنها :
*التمييز بين الرأي والحقيقة
*القدرة على تقييم الأدلة
*التفكير في البدائل والنتائج
*طرح اسئلة منطقية من صلب الموضوع
*عدم التحييز في اتخاذ القرارات
رسالة الحسن