قصة قصيرة
حكاية الألعاب
ياسين الزبيدي
بين حين وآخر أمر ببائع الالعاب( البالة) رجل جاوز الكهولة بسنين يقف امام ألعاب قديمة لطالما لعب بها أطفال، عاشت معهم ،ضحكوا بحضرتها واستنزفوا معها كل مابهم من نزق،العاب شتى دببة، لقالق ،احصنة بجعات. وعصافير برية
البائع تبدو عليه سمات الحيرة والقلق.
حين يبصرني ينتشي ويعود لملامحه بعض تفاؤل
يبدء باستدراجي ببراءة بأن يستعرض جمال الألعاب وندرتها وجودة وأصالة منشئها
ذات تردد سألني : إن أردت أن أناديك فِبمَ أُكنّيكَ؟ ( أبو من أنت)؟ صمتُّ لحظتها وسرحت بعيدا وتعالى في عمق روحي ضجيج طفل لا يهدء وأصوات ألعاب تتكسر ومرّت بالذّاكرةِ صورة مفزعة لطفل يوارى التّراب
أخرجني من صمتي وسهومي الدّائم صوت رجل يساوم البائع على ثمن لعبة راح طفله يداعبها.أنتظرت حتى فرغ البائع من بيعها و قبض الثّمن
أستدركت قائلا مجيبا على سؤاله :أنا بلا زينة ولا مال هل تعي ما أقول..أنا فرد أحيا على الأمنيات أنا بلا أبو ف ( أبو) كفنتها وأودعتها التّراب.
إذن لم تشتري الألعاب؟
قلت له : أنا أشتريها لهذا السّائر جنبي، لذلك الحزن،المتجذر، المتراكم في صدري، أنا أشتريها لأسُدّ بها الفراغ وأملأ الأمكنة.أنا أشتريها لأزعج الحزن وأكبحه حتى لا يتمرد
أنا أشتري الألعاب لأُُسكت هذا الطّفل اللّحوح.
والّذي لا يكفُ عن طلب الألعاب.طفل لا يخجل من شيبه المشتعل
ظلَّ البائع صامتا ينظر ببلادة وثمّة ابتسامة باردة على محياه .
تركته في صمته ولمحته وهو يعدّ ثمن اللّعبة الّتي أبتعتها. مشيت أحمل على كتفي لعبة على شكل حصان أقود طفلا لا يراه غيري بينما صوت ضحكاته محتفيا باللّعبة تجرح صمت الشّارع الّذي كان يحتضن ضوءالشّمس لتوّه..