فاتح عبد السلام
جميع الدول العربية تعاني من آفة المخدرات، بدرجات متفاوتة منهم يواجه عصابات مُسلحة بأسلحة متوسطة وثقيلة وطائرات مسيرة كما نراه في سوريا، وهناك دول بات همها الحدود و اختراق حمولات المخدرات، وفي شمال افريقيا لاسيما المغرب تجد عصابات التهريب الدولية اساليب مبتكرة لاختراق تلك الدول للوصول الى قلب افريقيا والصعود الى أعالي أوربا.
في المقابل لا تزال أساليب مواجهة هجمات المخدرات متفاوتة ايضا من بلد الى اخر، اذ تمارس بعض الدول طرقا تكنولوجية متقدمة في الكشف عن المخدرات في الحدود البرية والبحرية وفي المطارات في حين هناك دول عربية لا تمتلك الا الأساليب القديمة التقليدية في التصدي لعصابا التهريب التي طورت من امكاناتها وطرقها واكتسبت خبرات «عالمية» في هذا المضمار المشين.
في الجانب الأهم من عملية التصدي للمخدرات هو ما نلمسه كل يوم لاسيما في شهر رمضان من ترويج القنوات لمسلسلات العنف والجريمة والمخدرات بما يشيع هذا العالم في حياة الناس ويجعله مع الزمن أمراً مألوفاً، وليس كما يشاع في هذه المسلسلات تنبه الى خطر الجريمة وعاقبة المخدرات، ذلك ان التلقي عبر الدراما يختلف عن التلقي عبر المعلومات التي تضخها ندوات ومقابلات المتخصصين عن اثار الدمار التي تحدثها المخدرات لاسيما بين الشباب، وقد تسللت الى المدارس في كثير من البلدان. إنّ المواد التي تمر عبر أجهزة الاعلام تهدم من حيث لا ندري في هذا الجانب.
عالم المخدرات في العراق لايزال شبيها بجبل الثلج، لا يبين منه سوى رأسه، وانّ الجهود المبذولة لمواجهة هذه الجريمة الكبرى ضد المجتمع والنشء الجديد اقل نمن المطلوب توافره، ذلك ان المسألة غير مرتبطة بقسم او مديرية بعينها وانما هي جهد مؤسساتي ومجتمعي وسياسي متكامل. ذلك انّ ما يجري تسميته في جنوب البلاد من نزاعات عشائرية مسلحة انّما ينطوي على عالم اخر مخفي من تجارة المخدرات وتصفية حسابات بين المهربين وتورط جهات واشخاص من ذوي النفوذ.
مهما تحدثنا في هجمة المخدرات التي تستهدف العراق فإنّ الكلام قليل، ولابدّ من تفعيل قوانين التصدي القوية مع إعطاء أولوية لمواجهة الآفة والتصدي لتداعياتها عبر امكانات الدولة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية