في البد لا بد من الإشارة هنا إلى أن المقصود بالإنكار الطوائفي هو تجاهل أو تجاوز أو التغطية على انجازات أو مواقف البعض منن لا ينتمون الى دين أو قومية أو مذهب أو فصيل سياسي بعينه، وبالتالي التعتيم وغبن تلك الانجازات أو المواقف.
كثيرون هم من يدعون الحقيقة والموضوعية، لكنه يصعب علينا الالتزام بذلك، لا سيما عندما بتعلق الأمر بعصبية أو مصلحية أو حتى على سبيل التقية!
على رفوف المكتبات والمكاتب تستلقي آلاف وملايين الكتب والمخطوطات والكتابات، وعلى صفحات شبكات المعلومات ملياراتها. هذا الكم الهائل من المعلومات والمعارف التي تدور حول اعمال وأقوال الملايين يحتوي بين طياته من كل فج عميق كثير الكثير من أفكار ورؤى ومواقف.
ومن أحواض هذه الغابات المعرفية ينهل من يريد وينهل ما يريد! يستل هذه العبارة ويغض الطرف عن تلك، ثم بروح يسرد ويطرح ما يشاء، ويشيد بزيد ويقدح بعمر!
صحيح أن هذا الانتقاء وذلك الإقصاء قد لا يخفى على عالم أو خبير، لكن الكثيرين لا يفرقون بين الغث والسمين، فتنطلي عليهم حكايات ألف ليلة وليلة!
في عالمنا العربي مثلاً، ومنه العراق، تقوم فرق وطوائف قومية ودينية ومذهبية تنتشر بين طيات التاريخ، قديمه وحديثه، وتتوزع على صفحات كتبه حكايات أشخاص كثيرين، منهم علماء دين ومنهم الفلاسفة وكثير فيهم ساسة وأصحاب رأي، تنوعوا واختلفوا وتخالفوا، ولكل منهم من الأتباع والمنتمين الى مدرسته وطائفته.
وهكذا تتحزب الأقلام، سراً وعلانية، في اختيار من تريد له الذكر الحسن، ومن تريد له التسفيه والذم. تراهم لا يغفلون الاستشهاد ببيت شعر لهذا، ومقولة لذاك من شيعتهم، وفي الأقل، يتجاهلون ما كان يجب ذكره من مقال في ذات المقام لمن ليس من شيعتهم. انهم بعملهم هذا إنما يمارسون دوراً أشبه بالتسويق السياسي، ومنكرين في ذات الوقت على من لا “يحبونه” حسن القول والفعل.
يكفي أن تعرف “ديانة” الكاتب أو فصيله السياسي من قراءة متفحصة لما يكتب!
من هنا نوصي أنفسنا والآخرين بتوخي الحذر عند القراءة، أو الاستشهاد عند الكتابة، تجنباً للوقوع في مطبات التسويق السياسي لزيد أو عمر، أو الإنزلاق الواعي أو غير الواعي الى مستنقع الإنكار الطوائفي!