غالوب: التصوّرات ترسم واقعاً إيجابياً بعد سنوات من الصراع والحرب الأهلية

العراقيون يرون بلادهم تقف على أرض أكثر ثباتاً والثقة بالحكومة تصل لآفاق جديدة

بغداد -  قصي منذر

واشنطن - مرسي ابو طوق

هيمن عدم الاستقرار في العراق على العناوين الرئيسة العالمية لسنوات عدة ، لكن بيانات غالوب الجديدة تظهر أن العراقيين يرون أن بلادهم تقف على أرض أكثر ثباتا.

مؤسسات وطنية

وجاء في تحليل مؤسسة غالوب للاستشارات ،وتتخذ من واشنطن مقرا لها ان (ثقة العراقيين في مؤسساتهم السياسية والوطنية ارتفعت العام الماضي، بما في ذلك اكثر من نصف السكان ،أعربوا عن ثقتهم في الحكومة الوطنية، التي تشكلت في أواخر عام 2022 بعد عام بدون حكومة)، واضاف ان (ذلك يتصدربسهولة أي تدبير سابق منذ عام 2008، ولكنه يبرز أيضا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث الثقة في الحكومة الوطنية نادرة،فالإيرانيون 60 بالمئة والأردنيون 77 بالمئة فقط ،وأكثر ثقة من العراقيين في حكومتهم الوطنية).

مشيرا الى ان (التداعيات الإقليمية الأخيرة من الحرب بين حماس وإسرائيل قد تختبر ثقة العراقيين المكتشفة حديثا)، مؤكدا ان (غالبية العراقيين يوافقون على قيادة البلاد ورئيس الوزراء)، لافتا الى انه (كانت العام الماضي هي المرة الأولى منذ عام 2014 ، عندما شنت داعش هجوما في العراق واستولت على أجزاء كبيرة من الأراضي، بما في ذلك الموصل التي وافقت فيها أغلبية 51 بالمئة من العراقيين على قيادة بلادهم).

وتابع ان (العرقيين يتخذون الآن نظرة أكثر إيجابية لقيادتهم ،مما هو موجود في العديد من البلدان المجاورة الأخرى في الشرق الأوسط،ففي عام 2019 وهو العام الذي شهد احتجاجات تشرين ، كان العكس صحيحا،فقد وافق 13 بالمئة فقط من العراقيين على قيادة بلادهم، وهو أقل بسهولة مما هو عليه في العديد من البلدان المجاورة في المنطقة)، واستطرد بالقول انه (مع ذلك، لا يتم تبادل هذه الآراء الإيجابية في جميع أنحاء العراق، فلم يأت معظم التحسن في تصنيفات العراقيين لقيادتهم من كردستان العراق، حيث يوافق 29 بالمئة على قيادة البلاد، ولكن من أماكن أخرى في العراق، حيث يوافق 55 بالمئة، كما حصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على تصنيف تأييد قوي 69 بالمئة بين العراقيين في عام 2023، وهو أعلى مستوى سجلته المؤسسة لأي رئيس عراقي منذ أن بدأت في تتبع هذا الإجراء عام 2012).

اضطرابات مناهضة

 واوضح التحليل ان (السوداني تولى منصبه في تشرين 2022 بعد سنوات من الاضطرابات المناهضة للحكومة والاحتجاجات والعنف)، ومضى الى القول ان (العراقيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما ، القوة الدافعة وراء حركات الاحتجاج الجماهيري التي تبدأ في عام 2019 ، إيجابيون بنفس القدر من السوداني 68 بالمئة مثل العراقيين الأكبر سنا، كما أن غالبية أولئك الذين يعيشون في كردستان 55 بالمئة يوافقون أيضا على الأداء الوظيفي للسوداني مقارنة بنسبة 71 بالمئة في بقية العراق). وقالت المؤسسة انه (برغم علامات الاستقرار السياسي، لا تزال التحديات طويلة الأمد في نسيج الدولة العراقية، ويعتقد 86 بالمئة من العراقيين أن الفساد منتشر على نطاق واسع في الحكومة ، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم، كما يرجح ثلاثة أرباع آخرين 76 بالمئة أن الانتخابات ليست صادقة ، مما يدل على الطريق الطويل إلى شرعية سياسية أكبر)، واشار الى ان (إيمان العراقيين بمؤسسات الدولة الرئيسة استمر في الارتفاع عام 2023، ووصل إلى مستويات قيمية جديدة أو مطابقة القيمات السابقة، اذ ارتفعت ثقة العراقيين في شرطتهم المحلية إلى 82 بالمئة في العام الماضي، وهو أعلى إجمالي على الإطلاق،بينما وصل الدعم للجيش إلى 82 بالمئة، أي ما يعادل رقما قياسيا سابقا من عام 2009)، وشدد على القول انه (مع اقتراب الذكرى السنوية الحادية والعشرين للغزو الأمريكي للعراق، بعد سنوات من الصراع والحرب الأهلية، ترسم تصورات العراقيين صورة أكثر إيجابية مما التقطته غالوب منذ أن بدأت في استطلاع الرأي في العراق عام 2006).