المستقلّون يعدّون الإنتخابات المبكّرة محاولة لتدوير الوجوه الحزبية

خبير يرجّح إنحداراً بالسلطة وإستحواذ التجّار على البرلمان المقبل

بغداد - قصي منذر

استبعد خبير سياسي ،اجراء انتخابات مبكرة في الوقت الراهن ،برغم تعاطي غالبية القوى مع التوجه الذي اعلنه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فيما توقع إن تشهد المدة المقبلة ازمات سياسية جديدة متعددة. وقال الخبير حيدر الموسوي لـ (الزمان) أمس إن (لا نستبعد اجراء الاننتخابات البرلمانية المبكرة في ظل وجود توقعات بتجدد الازمات السياسية بالبلاد ،في ظل وجود صراع على منصب رئيس البرلمان ،وكذلك مسألة المشاكل العالقة مع اقليم كردستان التي لم يجري تصفيرها حتى الان في ما يخص دفع الرواتب وموضوع تصدير النفط ،فضلا عن رغبة التيار الصدري بالعودة للمشهد،فكل هذه الاسباب اذا كانت مجتمعة او منفردة كفيلة بانضاج دعوة المالكي لاجراء انتخابات مبكرة ،برغم إن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد تتعذر عن ذلك بسبب الحاجة الى تخصيصات تمكنها من تهيئة متطلبات الاستحقاق)، واضاف إن (اكثر من نصف الموجودين داخل قبة البرلمان المقبل سيكون من فئة رجال الاعمال والتجار وان كانوا متفاوتين في امتلاك رؤوس الاموال ونوع وشكل البزنس)، وأشار إلى إنه (في احدى الدورات ما قبل الأخيرة دفع احدهم نحو مليون دولار لشراء مقعد له داخل البرلمان ومن هنا بدأت القصة تتداول بين رجال أعمال واصحاب مصارف ورؤوس اموال ،كون الدخول إلى العملية السياسية من قبل هكذا اشخاص يأتي لسببين وهما حماية اموالهم ومصالحهم من الابتزاز من قبل الجماعات المرتبطة بالاحزاب والحركات السياسية والحصول على عقود مشاريع في داخل البلاد)، مستشهداً بـ (الكونغرس الامريكي ،الذي يضم فيه عدد كبير من الأغنياء ممن لا يفكر بسرقة  المال العام كونهم غير محتاجين لزيادة رصيدهم ،والدليل ان اغلب رؤساء الولايات المتحدة هم من اصحاب المال، لكن الأمر لدينا مختلف فهناك من تسلق عبر هذه البوابة واصبح همه ليس تمثيل الفئات الاجتماعية التي صوتت له بقدر ما انه يريد تعويض كل دينار أنفقه على حملته الانتخابية من خلال وضعه الجديد داخل المؤسسة التشريعية وهذه هي عقلية التاجر الذي يفكر ان دفع دينار واحد يجب ان يحصل بالمقابل على خمسة دنانير حتى وان تاخر الأمر لبرهة من الزمن )،ورجح الموسوي إن (يتشكل البرلمان القادم وفق هذه العقلية وهذه الثقافة وحاجة المواطنين الفقراء الذين لديهم احتياجات اساسية للعيش ،فمن الطبيعي ان يصطفوا مع هذا النوع من المرشحين لان الآخرين لا يمتلكون سوى التنظير والخطط التي تحتاج لسنوات ،لكن التاجر هو يدفع بالمباشر)، مؤكداً (نحن امام انحدار حقيقي في السلطة الام ،وهذا نتيجة غياب الثقة بالنظام السياسي واقتصار الامر على الجمهور الحزبي ،الذي هو من يقرر بالانابة مصير تلك السلطات عن الآخرين). فيما دعا تحالف المستقلين إلى إصلاح المنظومة الانتخابية بدلاً من إجراء انتخابات مبكرة. وقال التحالف في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الانتخابات المبكرة دون إصلاح جذري للقوانين المنظمة للعملية الانتخابية لن تحقق التغيير المنشود، بل ستكون محاولة عبثية لتدوير نفس الكتل السياسية وأعضائها)، وأضاف إن (التحالف استطلع آراء جمهوره بشأن الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة، حيث أظهرت النتائج أن الأغلبية ترفض بشكل قاطع أو تشكك في أهمية العملية الانتخابية، سواء أكانت في وقتها المحدد أو أصبحت مبكرة،ولاسيما إن هذه النتائج تعكس فقدان الثقة العامة في النظام الانتخابي الحالي وقدرته على تحقيق التغيير الإيجابي)، وتابع البيان إن (غالبية المواطنين يرون في الانتخابات بصيغتها الحالية اما هي أداة لتعزيز الفساد والمحاصصة بدلاً من تحقيق التغيير المنشود،حيث هناك شعور عام باليأس من أن نتائج الانتخابات معروفة مسبقًا لصالح الكتل السياسية المهيمنة على السلطة، مما يجعل من العملية الانتخابية إجراءً شكليًا،بينما يعبر اخرون عن قلقهم من استخدام الأموال الفاسدة في تمويل الحملات الانتخابية، مما يضمن فوز نفس الوجوه)، مشيراً إلى إن (الإصلاح الحقيقي يبدأ بتعديل قانون الانتخابات لضمان العدالة في تمويل الحملات الانتخابية ووضع قيود صارمة ضد استخدام أموال الفساد في تمويل الحملات).