ثقة مفرطة

سامر الياس سعيد

امضى العراقيون ساعات ما بعد اعلان قرعة الدور الحاسم المؤهل لمونديال 2026 بالاشارة الى الكثير من الثقة المفرطة في مخاطبة المنتخبات المشاركة في المجموعة وتحميل المنتخب ضغطا رهيبا لاسيما بابراز الكثير من الامور الثانــــــــوية التي لاطائل منها سوى ارباك عمل المنتــــــــــخب وازعاج المنتخبات المنافسة واحتمالية خلط الاوراق من اجل ابعاد المنتخب عن التمتع بحقه في اللعب على ارضه وبين جماهيره ..

ففي الوقت الذي تم الاشارة فيه الى مجاورة منتخب الاردن لمنتخبنا في ذات المجموعة بدات بعض مواقع التواصل تشير الى امكانية عد المباريات التي ستجمعنا بالمنتخب الشقيق بكونها مباريات ثارية ردا على المباراة التي جرت في بطولة الامم الاسيوية والتي اسهمت باخراجنا من دور ال16 في حين كان منتخبنا من ابرز المرشحين ليواصل المنتخب الاردني مشواره في البطولة للوصول الى مرتبة الوصافة في البطولة المذكورة والجدير بالذكر ان تلك المباراة ايضا تناولتها مواقع التواصل بالكثير من الفيديوهات التي اشارت الى سهولة المنتخب العراقي والاشارة الى اكلة المنسف التي جسدها اللاعب ايمن حسين بعد احتفاله بهدفه ليطرد على اثرها من قبل الحكم الاسترالي حتى اسالت تلك المبادرة حبرا كثيرا جراء انقسام الشارع العراقي بين نظرته لحالة الطرد التي تعرض لها نجم المنتخب العراقي .

 واليوم وبعد ساعات من اجراء القرعة عادت ذات المواقع التواصلية لتسهم بابراز ثقة مفرطة نتيجة ضم المجموعة لاغلب المنتخبات العربية الى جانب الشمشون الكوري الذي يعد من ابرز المرشحين وبقوة لاجل تصدر المجموعة مع احتماليات متساوية في ان يكون صاحب المركز الثاني من المنتخبات العربية التي عدها ناشطون في مواقع التواصل بكونها عتبة بسيطة يمكن تجاوزها من جانب منتخبنا في احياء اماله للظهور الثاني في المونديال بعد مشاركة وحيدة كانت عبر مونديال المكسيك عام 1986 .

لقد تناولت مواقع التواصل اشارات الى ان ملعب البصرة سيكون بمثابة ملعب الرعب او اشارات اخرى لكونه يحظى بلقب مقتبس من مسلسل عراقي مشهور لكن كان علينا التحلي بالواقعية وعدم اعتبار ملعبنا كملعب يحظى بكل تلك الهالة من الرعب او بمثابة نجمة الحظ التي يتصف بها منتخبنا فمنتخب العراق في عام 1985 قطع تذكرة التاهل بعد ان كان قد حرم من ملعبه واللعب بين جماهيره لكنه استطاع ان يكون ندا ومنافسا حقيقيا لاغلب المنتخبات التي لاقاها والكثير يتذكر الاجواء التي كانت ترافق منتخبنا حتى انه لعب احدى مبارياته في احدى المدن الهندية وتعرض للكثير من المعوقات والظروف الغير طبيعية لكنه في النهاية نجح باقتناص تذكرة التاهل التي اهلته ليكون احد كبار القارة الاسيوية في تلك الفترة ..

ومواقع التواصل بابرازها للثقة المفرطة تناست دور الاعلام الرياضي تماما حينما ردت على دعوات بضبط النفس من جانب احد الاعلاميين الرياضيين لتشير الى دور اعلامنا الرياضي ومحدودية دوره امام الكم الهائل من المدونات التي ابرزتها مواقع التواصل التي ذهبت بعيدا في الاشارة الى عدم قدرة منتخب كوريا الجنوبية من اللعب في ظروف جوية قاهرة تترواح درجاتها الخمسين درجة في مباراة الاياب والتي حدد موعدها في مثل شهر حزيران وعبر مطلعه من العام القادم وتبقى مباراتنا الاولى ضد المنتخب العماني هي مفتتح الكثير من الامال لاسيما كونها ستجري على ملعبنا بعد نحو شهرين من الان .