حقّ الرد
الإتحاد العام للأدباء والكتاب .. نجاح متواصل وخطى واثقة
منذر عبد الحر
نشرت جريدة الزمان الغرّاء في طبعتها الدولية في عددها الصادر يوم 30 أيار 2024 موضوعاً بعنوان « اتحاد الأدباء.. من المحسوبيّة إلى المهنيّة « بقلم الكاتبة نورهان شيراز تضمّن المقال معلومات مغلوطة وتشخيصات غير دقيقة وتحاملاً غريباً على مؤسسة مستقلة عريقة , حيث بدأت مقالها بفقرة تحمل تهمة مباشرة وهي (أن اتحاد الأدباء والكتّاب لم يكن منصفاً في انتماءاته , وهو مسيّس , ولا يتمتع بالمستوى المطلوب من حيث الإدارة والهيكليّة ) ؟!
وعلى الرغم من ارتباك الصياغة بما جاء في أعلاه , إلا أنني وحسب فهمي لما تريد قوله , إن الاتحاد في قبوله الأعضاء لا يخضع لمعايير مهنيّة , بل هناك جهة سياسيّة تتحكّم في قراراته , وهو أمر غير صحيح , لأن في الاتحاد لجنة قبول مركزية تتألف من خيرة الأكاديميين والكتّاب المعروفين , ومن يتقدّم للحصول على العضويّة يقدّم نسخة من منجزه الإبداعي ويخضع لمقابلة شخصيّة , ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الكاتبة قدّمت للحصول على العضويّة وباسم غير الاسم الذي كتبت فيه مقالها , ولم تقبل لضعف فني في تجربتها.
أما تعبيرها (ولا يتمتع بالمستوى المطلوب من حيث الإدارة والهيكليّة ) فلم أفهم حتى الآن ما هو قصدها منه !!
أمّا فقرتها التالية , فقد أشارت فيها لقضيّة المكافآت في النظام السابق , ولا أدري كيف ربطتها بالمنحة السنوية التي تمنح الآن للأدباء والصحفيين والفنانين , وكان قصدها في ما ذهبت إليه انتقاد كيفية توزيع المنحة السنوية , التي لم يدّخر اتحادنا وسعاً في الحرص على شمول جميع أعضائه برفعه أسماءهم بكل دقة وأمانة , ولن أعلّق على مديحها لفترة كانت تعدّ من أسوأ الفترات التي مرّت على المثقف العراقي الذي عانى فيها الأمرّين , حيث باع كبار المثقفين مكتباتهم , فيما ترك عدد كبير من المبدعين وطنهم بحثاً عن لقمة العيش , ولا أدري كيف قرأت الكاتبة الأوضاع في هذه الفترة المظلمة من حياة العراقيين في ظل نظام شموليّ ظالم .
وتؤكد الكاتبة على أن الاتحاد مسيس « فعندما يكون أحد الأفراد لديه قريب يعمل في الأحزاب والدولة , يمنح الهويّة دون المراجعة , بل ان الاتحاد يطلب منه تأليف منجز على وجه السرعة , يعني اتحاد الأدباء , كما يقول الإخوة المصريون لم يرهم وهم يسرقون , بل رآهم وهم يتقاسمون «
بدءاً أقول ان المثل المستخدم غير موفق تماماً , أما ما ذكرته , فأتحداها أن تذكر اسم أديب واحد لم يخضع لشروط العضوية , أما التسييس فهو تهمة عائمة باطلة تنم عن جهل وعدم دراية وعمى بصيرة من قبل الكاتبة , فالاتحاد مفتوح على جميع التوجهات , ولا علاقة له لا بحزب ولا وزارة ولا أي جهة حكومية أم غير حكومية ,.
أما الإشارة إلى استقالة الاستاذ ناجح المعموري , والتي جاءت كما أشارت الكاتبة « على الفيسبوك « فهي ليست استقالة رسمية وتمت مناقشتها , وقد بيّن المجلس المركزي للاتحاد للأستاذ المعموري غلط ما ذهب إليه ورفع استقالته من النشر وتراجع عنها، ولا مجال للخوض في تفاصيلها هنا , أما قولها « أليس من المفترض عقد اجتماع في الاتحاد لحلّ الإشكال , أعتقد أن هذا الأسلوب من الإسفاف وعدم الدراية بالنظم الإدارية التي تحكمها الهيكلية يعد فشلاً «
أقول للكاتبة , التي اتضح في السطور الأخيرة أنها لكاتب ذكر وليس لكاتبة أنثى , ترى أين إذن تم حلّ الموضوع ؟ هل كان في مقهى أم في اجتماع ؟ ثم ما معنى النظم الإدارية التي تحمها الهيكلية ؟ أي كلام هذا , وأية لعثمة وثرثرة لا معنى لها ؟
أما الفقرة الأخيرة , التي فضحت هوية كاتب المقال , وليس كاتبته , فقد جاء فيها « إذا عدنا إلى الفشل , فقد زرت ذات مرة متحف اتحاد الأدب , وقلت لهم قبل الصيانة وإنشاء المتحف , إنني ( ( متطوّع )) للمساعدة بالبناء والخبرة على أسس تحفظ لبغداد تراثيتها , وأنا أيضاً ((متطوّع )) للعرض المتحفي وإنشاء المتحف لأنه من اختصاصي , تفاجأت بأن البناء ردئ والمتحف هزيل لا يمكن أن نسميه معرضاً , فعن أيّ اتحاد نتحدث إذا كان جلّهم مسيسين ولا يفهمون بالنظام الإداري ؟ «
الفقرة الأخيرة التي تشير إلى توريط الكاتبة من أحدهم بحيث نسي نفسه وتحدث بصيغة المذكّر , هي فقرة تنمّ عن روح الكاتب التي لا أريد أن أصفها بصفات لا أحبذ ذكرها , ولكن ما علاقة تراث بغداد بالمتحف ؟ هل المتحف فلكلوري مثلاً , وأيّ اختصاص تتحدثين أو تتحدث به ؟
لن أتحدث عن القيمة الكبيرة لمتحف الأدباء , وعن ردود الأفعال المهمة والرائعة التي وردتنا من مختصين ومثقفين ومتابعين جهات وأشخاصاً , ولا أريد أن أقول سوى عبارة واحدة , لكاتب المقال أو كاتبته , لا تكثروا الزعيق , و لاتتشبثوا بلغة عائمة وعبارات جاهزة وتهم غير مسؤولة ...
الاتحاد سائر بخطوات مدروسة متقنة , ويمضي من نجاح إلى نجاح بشهادة الكارهين قبل المحبّين، أما الاتهامات والتجني الذي ورد في المقالة، فإن الاتحاد ماضٍ لتقديم شكوى رسمية وسيكون للقضاء كلمته الفصل.