العراق والقيادة والتاريخ
صلاح الدين الجنابي
العراق ليس مجرد كلمة لان تداولها عند غير العراقيين يلهمهم لاستحضار بداية التاريخ في الكتابة وصياغة القوانين وتأسيس الدولة مرورا بالأحداث والوقائع والمواقف التي غيرت مجرى التاريخ على يد الأنبياء والأولياء والقادة العظام الذين أقاموا ركائز هذه الحضارة الخالدة، وعندما يتكلم العراقيون عن حضارتهم وحواضرهم وتاريخهم قد لا يشعرون بعظم هذه الإنجازات لانهم يرونها ويلمسونها يوميا ولكن عندما يتكلم غيرهم تكون صور المآثر والبطولات والأعمال العظيمة حاضرة في مخيلتهم التي لم ولن يمر عليها مثل هذا التاريخ العريق والانتقال المتواتر لكل ما هو فريد ورائد في القيادة والعلم والقانون والإنسانية. العراق بلد القادة والعلماء والقضاة والاحرار والكرم والشهامة والغيرة والنخوة وسطر ما شئت من الصفات النبيلة التي قلما تجد مثيلها في مكان اخر (قد تفقد بعضها اوكلها عند خروجك منه)، قد يمرض ولكنه لما ينتظر طويلا حتى يتعافى ويحتضن ابناءه الخلص والصابرين والتاريخ يظهر المآثر والبطولات والمواقف لأبنائه منذ بداية التاريخ الى يومنا هذا، اللهم احفظ العراق وأهله. (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَه وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11): الرعد)
# فائدة تاريخية: كلفة بقائك بالعراق أقل بكثير من كلفة الوطن البديل، فاعمل على المشاركة في خلق بيئة صالحة للعيش يحكمها القانون العادل وتحميها المواطنة. # التاريخ سجل الكثير من المحاولات الفاشلة لحكم العراق، أهم أسبابها عدم قدرة القيادة على استيعاب العمق الحضاري والتاريخي لشعب تمتد ثقافته الى الاف السنين قبل الميلاد، جسدها عدم الوقوف على مسافات متساوية من الجميع والقرارات التي تفتقد للحكمة والأفعال التي تنتج صراعاً سلبياً.