لمن تقرع الأجراس؟
قل إستعمار ولا تقل إستثمار
هاشم حسن التميمي
توشك حكومتنا ان تعلن افلاسها ماليا وسياسيا واخلاقيا ،بعد اعترافها بالعجز واللجوء للاقتراض والتسول ، ورفع شعار يا محسنين اقرض الحكومة ترليونات لتسديد الرواتب وتصريف الاعمال.
هذه النتيجة ليس غريبة بل هي متوقعة من حكومات تشكل على اسس المحاصصة واساسها الولاء وليس الكفاءة والاداء وهدفها ليس الاعمار والبناء بل تعظيم موارد الجهات المتنفذه والحيتان الكبيرة المهيمنة على العملية السياسية وذيولها من المقاولين والمستثمرين وتجار الحروب وهي مافيات تبرم منذ ربع قرن صفقات مشبوهة لنهب المال العام تحت شعارات الاستثمار الذي ابتلع اصول الدولة من العقارات بالمجان والتمتع باعفاءات ضريبية حرمت خزينة الدولة من مبالغ ضخمة. وامتد نفوذ المافيات لبيع وشراء الوزارات بمن فيها من الوزير حتى الغفير وتاميم السفارات والهيئات واصبحت مقدرات وثروات البلد بيد فئات متوحشة تلتهم الاخضر واليابس بغطاء الحكومة والبرلمان وحتى القضاء…
واصبح الاستثمار الذي يعمر البلدان المجاورة والبعيدة عندنا استعمار واستحمار يستحوذ على امتيازات غير مسبوقة حتى في الدول الراسمالية ولهذا تضخمت ثروات فئات محددة لدرجة غير معهودة حتى في الغرب الراسمالي هيمنة على السوق والعقود وهمشت افضل الشركات ومنعت المنافسة الحرة الشريفة واشاعت الفساد في كل مكان… فامتد الخراب بين الرافدين وصار الناس يترقبون الكوارث بشحة الماء والكهرباء والخدمات وغياب الصناعة والزراعة وانهيار التربية والتعليم العالي وتشويه الثقافة وتفشي البطالة والمخدرات وضياع الهوية والقيم وحتى المتاجرين بالقضية تخلوا وتنكروا لشعاراتهم وكانوا اول من بادر بنزع السلاح والكرامة وتسابقوا لتقاسم المناصب وماتبقى من اصول للدولة…
هكذا فككوا العراق ودمروا ارقى حضارة ومازالوا بدون حياء او خجل يراهنون على الاصلاح ويطالبون بفرص جديدة للولاية..
وهؤلاء بدون حياء وخجل ومعهم جيوش الكترونية ومستشارين يعملون ليلا ونهارا لتحسين صورة هذا الاستعمار الجديد الاخطر على البلاد من الاستعمار الخارجي… انه استحمار وتحقير للشعب بمنظور المفكر علي شريعتي..وهو بمنظور على الوردي ضحك على الذقون وازدواجية مظهرها اعمار وباطنها خراب ودمار ولو قدر للعلامة مصطفى جواد ان يقول كلمته الشهيرة قل ولا تقل لقال ايها المواطن الذكي قل هذا استعمار واستحمار وليس اعمار واستثمار..!
وهذا النظام. وباختصار اعلن عن موته وتعفنه واكرام الميت دفنه ولكن خارج مدافن المسلمين واهل الكتاب خوفا من شراء ذمم الموتى ونشر الفساد في المقابر..!