الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مو رگة مي .. رگة برلمان

بواسطة azzaman

مو رگة مي .. رگة برلمان

أحمد جاسم الزبيدي

 

في متوسطتنا القديمة، متوسطة المحاويل، كانت المنافسة بين الصفوف أشبه ببطولة عالمية في النظام والنظافة وعدد المجتهدين والمشاركين في المعارض والرياضة. كنا نأخذ الأمر بجدية كأننا في سباق أولمبي، والفضل في ذلك يعود إلى مدرس الرياضة، الأستاذ حسن – إن لم تخني الذاكرة – من أهالي بغداد، الذي لم نره يومًا من دون «تراكسوت»، حتى ظنناه مولودًا به!

 لكن في اليوم الذي فاز صفنا بالمرتبة الأولى، ظهر الرجل ببدلة رسمية لأول مرة، قميص وبنطلون، يبتسم كأنه ربح كأس العالم. وبما أنني لا أفوّت فرصة، استغللت لحظة فرحه وقلت له:

- أستاذ، اليوم احجيلنا نكتة، ترى الجو فرحان بيك!

ضحك وقال :               

- التقى أعرابيان من بدو البادية في المدينة، فسأل أحدهما صاحبه

- كم مرة دخلت الحمّام يا رجل؟

فقال الأول: مرتين، مرة وأنا عمري 13 سنة، ومرة قبل زواجي.

فقال الثاني وهو يتباهى: أما أنا فدخلت الحمّام وأنا ابن 10، ومرة مع أخي الكبير وأنا ابن 16، ومرة قبل زواجي !

فاندهش الأول وقال له: عزّه بعينك، إنت رگه  مال مي خو ما رگه!

 ضحكنا يومها حتى دمعت عيوننا من الفرح، ولم نكن نعلم أن «ركة المي» تلك، ستتحول في أيامنا إلى «رگة برلمان « !

 فاليوم، وأنا أتابع سباق الانتخابات، أرى بعض المرشحين الذين رفضتهم المفوضية سابقًا، يعودون بثقة مدهشة، كأنهم مرشحون دائمون للغُسل السياسي! اسماء لم نسمع بها، بلا منجز ولا أثر، يريدون دورة ثانية وثالثة ورابعة، كأن البرلمان حمّام عمومي والدخول إليه بالإدمان لا بالإنجاز.

من عزّه بعينكم، ألا تشبعون من سيارات الدفع الرباعي، وحماياتكم التي تغلق الشوارع، وسفراتكم التي لا تنتهي؟ ثلاث دورات وما زلتم تريدون الرابعة؟!

ترى الوطن مو رگة مال مي ...

الوطن عطشان وأنتم تستحمّون بمائه كل دورة جديدة !

اللهم ارزقنا نائبا يغتسل بالضمير... لا بالمنصب.

 

 

 

 

 


مشاهدات 21
الكاتب أحمد جاسم الزبيدي
أضيف 2025/11/10 - 7:31 AM
آخر تحديث 2025/11/10 - 9:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 352 الشهر 6791 الكلي 12368294
الوقت الآن
الإثنين 2025/11/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير