الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مجموعتي .. حزبي الوحيد

بواسطة azzaman

مجموعتي .. حزبي الوحيد

فاتح عبدالسلام

 

تجمعني مع نخبة من المفكرين والادباء العرب واغلبهم من المغاربة مجموعة خاصة في احد التطبيقات الهاتفية، هي المجموعة الوحيدة التي انتمي اليها واتمسك بها معترفا بفائدتها وفضلها، ولها عنوان واحد هو   الكتبنتبادل فيها نتاج المطابع القديمة والحديثة، لاسيما تلك الكتب التي تواكب أحداثا  او مستجدات معينة في العالم وحياة العرب وتاريخهم ومنجزاتهم، وتعنى على نحو عميق بكتب الادباء والعلماء الذين ينالون الجوائز العالمية او العربية، ولهذه المجموعة قواعد صارمة، فهي للكتب فقط بمعنى الكلمة، اذ تمنع تداول كلمات المجاملة من مثل  جمعة مباركة واطال الله اعماركم” وايامكم سعيدة ومبارك لكم الشهر  وعساكم من عواده  فتلك عبارات لها مجال اخر هو المراسلات الثنائية بين الأصدقاء خارج هذا الحيز المعرفي التنويري. انها مجموعة راقية لها عالمها الخاص والعميق والمترفع عن سفاسف الأمور ونقاشات الكره والحب في السياسة، أو الدين، أو السلطة، أو أي من أمور الحياة. لكنها تعنى بالمقالات والدراسات التي تتابع كتابا جديدا او مجلة فكرية او ادبية في عدد حديث. وتقع أحيانا نقاشات لغوية أو في المصطلحات، من خلال تعقيبات ذات مرجعية علمية ومعرفية من دون اية نهاية دراماتيكية كما في عوالم السياسيين أو جمهورهم الاعمى الساذج.

 اعتز بهذه المجموعة الراقية التي أورد ذكرها هنا، للتنبيه الى المجموعات الكثيرة على الفيسبوك والواتساب وسواهما، التي تنتعش في مواسم الانتخابات وهي مليئة بالكلام السطحي والعبارات التسقيطية والشتائم والاستعراضات الفارغة واللقطات المترعة بالزيف والاكاذيب. وحتى قبل الانتخابات تستمر  تلك المجموعات في نفس المنحى بين أعضائها من  عناصر الأحزاب والقوى السياسية او الطائفية، وحتى الشخصيات الاكاديمية فيها مجيرة سياسياً او انتمائياً، وتفوح روح اضطهاد الاخر منها، فضلا عن  عبارات الكراهية والتسقيط والدجل وانكار حقوق الغير وانجازاتهم من اجل التطبيل لجهة، او رأس، او مذهب، او انتماء. ويعيش أعضاء تلك المجاميع أجواءاً منغلقة يشكل فيها الرأي الآخر انعطافة شاذة تجري محاربتها بسرعة كبيرة خوفا من انارة زاوية مظلمة، فالجميع متوافق على سماع صوت ذاته عبر ترديدات لا قيمة لها في داخل المجموعة.

ربما هناك في البلد مجاميع راقية في تبادل المعارف والعلوم والأفكار، لكنها ليست في صدارة المشهد وليس لها المدى الواسع.

 ما نعيشه في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات هو الهامش السيء الذي يعبر عن نضح الوساخة والنتانة التي تفيض بها مخرجات السياسيين الفاسدين وهم يسدون عين المشهد الظاهر، لذلك لا أمل فيهم.


مشاهدات 53
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/10/29 - 1:04 AM
آخر تحديث 2025/10/29 - 9:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 355 الشهر 19824 الكلي 12159679
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير