الكل يريد ان يدخل البرلمان
نوزاد حسن
قبل عام 2003 كنا شعبا يكره السياسة,ويعتبرها عملا لا اخلاقيا لان السياسة في النهاية هي تحالفات وضغوط دولية وقرارات تتعلق بمصير الملايين.اضف الى ذلك كان الانخراط في اي حزب يعد جريمة عقوبتها الاعدام.وهكذا تعودنا النظر من بعيد الى ما يجري,ودفعنا ثمنا غاليا على مدى عقود مضت. بكلمة ادق لم يكن العمل في السياسة هاجس احد ذلك لان طبيعة النظام السابق كانت حاسمة في افهامنا ان الاقتراب من الساحة السياسية يعني الموت او السجن.لقد تربينا تحت وصاية قناعة تقول:دعوا السياسة لرجالها,فالسياسة بحر عميق جدا غرق فيه الكثيرون.ويبدو اننا تقبلنا عيشنا بعيدا عن رجس لا يمكننا تجربته.لكننا كنا في اعماقنا نكره اخطاء النظام وننتقده في دوائر الاصدقاء الضيقة.كنا اذن سياسيين صغارا نتحدث في السياسة دون ان نعرف معنى ان يكون الانسان رئيسا لبلد معقد ومتنوع الطوائف.عشنا بهذا الاسلوب حتى عام 2003 فاذا الامور كلها تنقلب نحو صورة اخرى. اكتشفنا ان السياسة لم تعد تعني عملا لا اخلاقيا وصعبا بل اصبحت احد افضل المهن على الاطلاق.زال من العمل السياسي جانب المغامرة اذ الغيت فقرة الانقلابات,وحل محلها انتخابات تجري كل اربعة اعوام.ومع الوقت صار الوصول الى البرلمان غاية عظيمة.وفي هذا الحلم تستوي النساء مع الرجال.ما الذي تغير فينا؟كيف انقلبنا من خائفين الى هواة في ركن فن العمل السياسي.يبدو ان الامتيازات الفاحشة,وعدم وجود مراقبة حقيقية لما يجري هو ما دفع الكثيرين الى تجربة حظوظهم,وخوض الانتخابات للفوز بمقعد برلماني. فجأة اصبحنا سياسيين في العلن,وكنا ايام النظام السابق سياسيين بالسر ونشاطنا كله حديث خلف جدران صماء لا اذان لها. اتساءل هل نحن نعيش اياما نظيفة فيها بركة,وهدوء بال,وتنمية حقيقية؟اؤكد لا.اننا نسقط يوميا الى اعماق فشلنا,وفي النهاية سنرتطم بارضية صلبة تجعلنا ننتبه فاذا كل شيء خراب,وفوضى.