الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جائزة الآغا خان للعمارة تمنح الفائزين مليون دولار امريكي

بواسطة azzaman

جائزة الآغا خان للعمارة تمنح الفائزين مليون دولار امريكي

إختيار 19 مشروعا من لجنة التحكيم  بين 369 رُشحت للدورة

ظافر جلود

 

أعلنت لجنة التحكيم العليا المستقلة للدورة السادسة عشرة من لجائزة (2023–2025) لجائزة الآغا خان للعمارة عن اختيار سبعة فائزين، وذلك بعد دراسة المراجعات الميدانية للمشاريع الفائزة في القائمة القصيرة، التي أُعلن عنها في شهر حزيران/ يونيو الماضي. والتي تستكشف المشاريع الفائزة قدرة العمارة على أن تكون عاملًا محفّزًا للتعددية، ومرونة المجتمع، والتحوّل الاجتماعي، والحوار الثقافي والتصميم المستجيب للمناخ.

وقد اختيرت المشاريع الـ 19 من قبل لجنة التحكيم العليا المستقلة، وذلك من بين 369 مشروعًا رُشحت للدورة السادسة عشرة من الجائزة (2023–2025). وسيتقاسم الفائزون جائزة بقيمة مليون دولار أمريكي، وهي من بين أكبر الجوائز في مجال العمارة. التي أعلنت في حفل كبير بالعاصمة قيرغيزستان بشكيك الاثنين الماضي .

تأسست جائزة الآغا خان للعمارة (AKAA) في عام 1977 من قبل الأمير الراحل الأمير كريم آغا خان الرابع رئيس الشبكة، بهدف تحديد وتشجيع المفاهيم المعمارية التي تلبي بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات ذات الحضور الإسلامي البارز.

مشروع بناء

ومنذ إطلاقها قبل 48 عامًا، مُنحت الجائزة لـ 128 مشروعًا، وتم توثيق نحو 10 آلاف مشروع بناء وتركز عملية اختيار المشاريع على الأعمال المعمارية التي لا تلبّي الاحتياجات المادية والاجتماعية والاقتصادية للناس فحسب، بل تستجيب أيضًا لتطلعاتهم الثقافية وتحفّزها.

 السيد فرخ درخشاني مدير الجائزة تحدث لنا عن تفاصيل الجائزة وطموحتها في توسيع نطاق عملها.

تتجلى أهمية العمارة الإسلامية في كونها شاهداً على الحضارة الإسلامية، حيث تعكس قيمها ومعتقداتها، ما مدى حققته دورات الجائزة وأثر ذلك على تنمية تطورها؟

أولاً، أنا لا أستخدم أبداً مصطلح “العمارة الإسلامية”، لأن ذلك يحصر الفكرة كلها ويُعد مقاربة استعمارية من الأكاديميا الغربية. وللأسف في بعض البلدان ترسّخ هذا المصطلح إلى درجة أن الأكاديميين الجدد الذين لا يؤمنون به مضطرون لاستخدامه. هذا يؤدى إلى مقارنته مع “العمارة الهندوسية” أو “العمارة الجاينية” أو “العمارة المسيحية” أو “العمارة اليهودية” وغيرها. ما يجب أن نتحدث عنه هو “عمارة المجتمعات المسلمة».

جوائز هذه الدورة تمثل مجموعة من القضايا المهمة التي تواجهها المجتمعات المسلمة أينما كانت، مثل المناخ والاقتصاد والجانب الاجتماعي. الأمر لا يتعلق بهوية بعينها، بل بواقع يعكس هويات متداخلة ومتعددة موجودة اليوم. الرسالة هنا هي التفاؤل، تُترجم عبر العمارة، أننا حتى بموارد بسيطة نستطيع أن نُحدث فرقاً في جودة حياتنا.

هل أسهمت الجائزة في خلق فضاءات مريحة وجميلة، واظهرت براعة المهندسين المسلمين في استخدام الضوء والتهوية؟ مشاريع هذه الدورة، كما في كثير من الدورات السابقة، عُرفت جميعها ببحثها عن التميّز. التميّز ليس جمالياً فقط، لأن الناس يقدّرون الجماليات بصور مختلفة، ولكن إذا كان المشروع مُتقنَ التخطيط يصبح بحد ذاته معياراً. استخدام الضوء الطبيعى والتهوية الطبيعية نجحا بشكل جيد في المشاريع المختارة بسبب طبيعة كل منها. لكن هذا لا يعني أن هذا الاستخدام يصلح لكل مكان، ففي بعض الحالات، كالمستشفيات مثلاً أو في أنماط معمارية أخرى، التهوية الآلية والتكييف أمور ضرورية. المهم هو أن يبحث المعماريون عن حلول ملائمة لموقع معيّن بدلاً من اللجوء إلى أنظمة تستهلك الموارد الطبيعية بسهولة. كما هل أسهمت الجائزة للعمارة في تشكيل الهوية المعمارية للمدن واعدت مصدر إلهام للعمارة الحديثة، مع تأثيرها العالمي الواسع وتنوعها عبر المدن العربية والاسلامية المختلفة؟ في كل دورة، تعْرض المشاريع المختارة الطبيعة التعددية للمجتمعات المسلمة، بهوياتها المتداخلة والمتغيرة مع الزمن، ولكنها تبقى متجذّرة في القيم الإسلامية. المعايير الصارمة للترشح للجائزة باتت عنصراً معروفاً يحاول كثير من القيمين على المشاريع المعمارية المختلفة أخذها بعين الاعتبار لمعرفتهم أنها معايير جودة عالية فيها فائدة للمجتمعات المختلفة التي توجد فيها هذه المشاريع. خذ مثلاً مشروع قرية إسنا، الذي نفذ بمعايير عالية جداً تتوافق ليس فقط مع فلسفة الجائزة، بل أيضاً مع رؤية الكثير من مشاريع الشبكة الثقافية عادة.

نمو الهويات

لا أستطيع أن أقول إن الجائزة أسهمت في تشكيل الهوية المعمارية للمدن، لأن هذه الهويات تنمو بفضل جهود الكثير جداً من المعماريين المحليين عبر فترات طويلة جداً من الزمن متأثرة بالعديد من العناصر والاحتياجات المختلفة وبالثقافات المختلفة الموجودة حولها.

جائزة الآغا خان للعمارة جائزة دولية مرموقة أُنشئت للاعتراف بالمشاريع المعمارية البارزة التي تستجيب لاحتياجات المجتمعات ذات الحضور المسلم، مع تعزيز التنمية المستدامة والابتكار وإلهام ممارسات مشابهة في العالم. إلى أى مدى حققت هذه الأهداف؟ وما علاقة الجائزة ببقية مؤسسات شبكة الآغا خان، خصوصاً الثقافية منها؟

جائزة الآغا خان للعمارة كانت أول نشاط ثقافي لمؤسسات الآغا خان. منذ انطلاقتها حُددت أنشطة أخرى ضرورية، وتم تطوير برامج جديدة مثل برنامج المدن التاريخية، وبرنامج الآغا خان في هارفرد وجامعة MIT، وجميعها تحت مظلة مؤسسة الآغا خان للثقافة. برنامج الموسيقى ومتحف الآغا خان جاءا لاحقين كمكمّلين للأنشطة الثقافية.كيف نقيّم جوانب قد يصعب على الشخص العادي تقييمها في عمل مرشح، مثل الوحدة الشمولية بين الإنسان والطبيعة التي تُعد محوراً في فلسفة الجائزة؟

أنا ومكتب الجائزة لا نقوم بأي حكم أو تقييم للمشاريع، وذلك لضمان استقلالية العملية. مهمتنا الأساسية هي إيجاد خبراء من مختلف أنحاء العالم يمكنهم أن يرسلوا لنا ترشيحات جيدة تمثل العالم المسلم، وأن نضمن أن كل لجنة تحكيم تمتلك مشاريع متنوعة كافية لتحديد تطلعات الناس. وحين نلاحظ نقصاً في مجال ما نبحث بشكل استباقي عن خبراء آخرين.

ارتبط ظهور العمارة الإسلامية ارتباطاً وثيقاً بصعود الإسلام نفسه. كانت المساجد الأولى عبارة عن مبانٍ بسيطة، تتكون عادةً من فناء محاط برواق، صُممت لتكون مراكز اجتماعية لا صروحاً فخمة.

ومع ذلك، ومع انتشار الإسلام، ازدادت رقيّ عمارته وطموحها. كيف تنظرون للمساجد في مقياس العمارة الحديثة؟

أعتقد أنك تشير إلى عمارة المساجد وليس عمارة المجتمعات المسلمة بشكل عام. صحيح أن المساجد لم تكن فقط أماكن للصلاة.

 بل أماكن للتجمع والمناقشة وقلب المجتمعات في الماضي. لكن عمارة المساجد تكيفت بشكل طبيعى مع التقنيات المتاحة ومواد البناء والمناخ في سياقها. لا يمكنك أن تقارن مسجداً تاريخياً في إندونيسيا بمسجد في المغرب، تماماً كما أن المدن والمنازل في ماليزيا تختلف عن تلك في البوسنة أو النيجر.

اليوم تغيّر العالم، والناس يعيشون في مدن جديدة لا علاقة لها غالباً بتاريخهم أو تقاليدهم. وبالطريقة نفسها التى طوّر فيها الناس عبر التاريخ مساجدهم مع تقدم التكنولوجيا، فمن المشروع اليوم أن يبنوا بشكل مختلف. المهم أن يصمم المعماريون مساجد جديدة تمثل المجتمع الحالي وتطلعات الأجيال الجديدة، مع الابتكار وإعادة تفسير منظومات القيم والتراث والتاريخ في كل مكان. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن ينقل الناس طرزاً معمارية من حضارة إلى مكان آخر بلا سياق. المهم أن يبنى المعماريون أبنية جديدة تستجيب لهذه الخصوصية.

هل هناك فارق بين المشاكل والاحتياجات المجتمعية الموجودة في دول العالم، هل يمكن أن نقول إن مشاكل واحتياجات دول العالم المسلم تختلف عن غيرها؟

لا يوجد اليوم فارق بين مشاكل الدول في العالم. في جميع الدول نفسُ المشاكل لأن جميع الدول فبها نفس المبادئ الأساسية ونفس التطلعات ونفس السبل لتحقيقها. الفارق أن هذه العناصر (المشاكل والأسس والتطلعات والسبل) موجودة بمستويات مختلفة وموجودة ضمن محيط مختلف حسب الدولة. ما لدينا هذه الدورة وكل دورة هو مشاريع لا تُعتبر نماذج للاستجابة لاحتياجات المجتمعات المسلمة الموجودة فيها فقط بل فيها حلول لمشاكل جميع دول العالم لأن احتياجات دول العالم المسلم هي أيضاً احتياجات جميع الدول الأخرى، من العلاقة مع البيئة، إلى الحاجة لحماية محيطنا الطبيعي، والحاجة لتحسين فرض العمل، واستغلال المساحات الضيقة المتاحة لنا، وتجميل المنظر العام الحضَري، وغيرها من مشاكل واحتياجات تتشارك فيها المجتمعات البشرية في جميع دول العالم.

 

 


مشاهدات 39
أضيف 2025/09/26 - 5:30 PM
آخر تحديث 2025/09/27 - 4:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 122 الشهر 19359 الكلي 12037232
الوقت الآن
السبت 2025/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير