الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نموذج مشرّف من العراق.. طالب يكشف أسرار التفاضل والتكامل

بواسطة azzaman

نموذج مشرّف من العراق.. طالب يكشف أسرار التفاضل والتكامل

رسالة الحسن

 

حمزة عماد طارق السامرائي (29 تشرين الثاني 2002م - ) طالب ومؤلف عراقي مقيم في أمريكا، مولع بالرياضيات وفيزياء الكم، اكشتف حبّه للرياضيات في سن مبكرة، وألف كتابين، واشترك في ثالث، فحصل على عدة جوائز، منها جائزة التميز الأكاديمي تثمينا لجهوده العلمية سنة 2016، موقعةً بيد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وجائزة المتحف الأميركي للرياضيات في نيويورك «Strogatz Prize for Mathematics Communication»، ولحمزة منصة انستغرام كبيرة لمُدارسة الرياضيات اسمها “ديلي ماث”،وبسبب الحرب الطائفية في العراق، هاجرَ حمزة السامرائي مع عائلته من العراق إلى سورية سنة 2006، فالإمارات سنة 2007، ثم توجّهوا إلى الولايات المتحدة للدراسة والاستقرار مدةً أطول، تأثر بعلماء العصر الأموي والعباسي، كون جده مدرس تأريخ  ازداد تعمّقه في القراءة في المرحلة المتوسطة، فصار يتردد إلى مكتبة جامعة قريبة، وحصل على بطاقة عضويتها فأصبح يقرأ كتاباً كل أسبوع، قال عن امتحانه الأول في الرياضيات “فشلت في امتحان الرياضيات لأول مرة في حياتي، ولم أصدق ذلك، فقررت أن أدرس بمستوى أعلى من المادة، فمثلا في الصف السابع أدرس مادة الصف الثامن، في البداية قمت بذلك خوفا من الفشل مرة ثانية؛ لكن في النهاية اكتشفت أن هذا هو شغفي”. اشترك حمزة في موقع ألكتروني لحل المسائل والمعادلات، وأخذ يقضي فيه ساعات طويلة، حتى استطاع أن يحل كل المسائل هناك، فخطرت له فكرة تأليف كتاب لتيسير علوم الرياضيات في العالم.

وعن كتابه الأول “استكشاف التفاضل والتكامل» (Advanced Calculus Explored)، الذي يحتوي 450 صفحة تعالج مسائل التفاضل والتكامل بمستوى متقدم، ويتضمن تطبيقات في الكيمياء والفيزياء والطب والفضاء وغيرها، يقول إنه يتكون من جزئين.

الجزء الأول يتضمن طرق حل المسائل الرياضية المتقدمة في التفاضل والتكامل، والجزء الثاني فيه تعليم كيفية تطبيق المسائل الرياضية في الحياة؛ مثلا في الفضاء لنعرف سبب ألوان الشمس، وفي تصميم الأدوية مثلا يدرس كيفية جعل الدواء يذوب في الجسم كاملا، وغير ذلك من المسائل العملية الحياتية.

ويضيف أن كتابه تضمن مسائل تطرح لأول مرة، وفيه أفكار ومسائل جديدة لم يتطرق لها أحد، والأهم من ذلك أنها تساعد الشخص على فهم المادة وتطبيقها في مجالات مختلفة.

ويعزو سبب تأليفه للكتاب إلى معاناته في البداية للحصول على كتب الرياضيات كونها غالية جدا، وكل الكتب التي حاول شراءها كانت مصممة للطالب الجامعي، ولا يمكن فهمها إلا بمساعدة المعلم؛ لذا قام بتأليف كتابه الأول لتبسيط المسائل الرياضية المعقدة.

حيث ساعدهم الكتاب على اكتشاف الرياضيات وحبها، وتم بيع أكثر من 5 آلاف نسخة في 50 دولة، ومبيعاته مستمرة بسعر 20 دولارا، وهو قريب من سعر التكلفة بهامش ربح بسيط يساعده في إعداد الكتاب القادم، ويخطط لترجمته إلى العربية ولغات أخرى.

وحول ما يميّز كتابه عن الكتب الأخرى، يوضح بالقول “في الرياضيات والفيزياء توجد كتب لحل المسائل فقط وأخرى تطبيقية، وفي كتابي قمت بوضع طرق حل المسائل وتطبيقاتها في الكتاب نفسه، كما يتميز الكتاب كونه يشرح المسائل بطريقة مبسطة تجعل القارئ يفهمها بسهولة، ويتعلم كيفية تطبيقها في الواقع .

أما كتابه الثاني، الذي أصدره عندما كان عمره 17 سنة، فهو في الفلسفة الرياضية، ومراحل تطورها خلال ألفي سنة، وكتبه بأسلوب ممتع للقارئ.

ولديه كتاب ثالث صدر في ديسمبر/كانون الأول 2020 قام بتأليفه بمشاركة 5 مهندسين يعملون بشركات كبرى، وهو كتاب من 200 صفحة يساعد الأشخاص للتفكير بمستقبلهم في التكنولوجيا، وتطوير أنفسهم للحصول على وظائف في “غوغل» (google) و”فيسبوك» (facebook) و”أمازون» (amazon) وغيرها من الشركات الكبيرة.

ويستعد حمزة حاليا لإصدار كتابه الرابع، الذي يتحدث عن الفلسفة العلمية في الفيزياء، خاصة الفلسفة النسبية وفلسفة الجاذبية، فهذه الأشياء التي تبدو في ظاهرها معادلات رياضية فقط؛ لكن في داخلها فلسفة، مثلا هل الفضاء مجرد بساط أم متكون من ذرات؟، ولماذا لا نستطيع العودة بالوقت؟، هذه الأسئلة تكون الإجابة عليها بمساعدة الفلسفة.

ويتابع حمزة أن كتابه القادم يدرس الفلسفات القديمة من زمن أرسطو وسقراط، وتحولها على مدى السنين حتى وصلت ابن الهيثم والعلماء المسلمين، وبعدها وصلت العلماء الأوروبيين الجدد مثل نيوتن وديكارت.

يهدف حمزة السامرائي بعد حصوله على الدكتوراه إلى إنشاء مركز بحوث لفيزياء الكم في بغداد ليكون الأكبر في المنطقة، وأن يقوم بتدريب شباب عراقيين ليكونوا علماء المستقبل

وينصح السامرائي الشباب بعدم الخوف من تجربة الأشياء الجديدة، مضيفا بقوله “عندما قررت تأليف الكتاب وقف الجميع ضدي حتى أهلي لم يقتنعوا؛ لكني واصلت طريقي حتى النهاية، وكذلك كانت تعترضني الكثير من المسائل، التي لم يحلها أحد قبلي، وكنت أحاول حتى أنجح في ذلك».

ويقول “أغلب الناس بسبب الخوف من الفشل لا يكملون عملهم، ونصيحتي دائما أن تؤمن بنفسك حتى لو لم يؤمن بك أحد، وأكمل طموحك حتى لو كان غير معقول».

واخيرا البذرة الصالحة عندما تجد لها أرضية مناسبة تحتويها تثمر وتطرح خيرا ، أما إن وضعت في أرض غير صالحة ماتت وهكذا حال المئات من مبدعين بلادي ممن دفنوا عبقريتهم داخلهم لعدم وجود من يمد لهم يد المساعدة لتطويرها.ويتم الاستهزاء بقدراتهم للأسف الشديد ، نتمنى من الشرفاء في بلادنا أن يمدوا يد العون والمساعدة لاقران حمزة ممن هم داخل العراق من أجل الاستفادة منهم مستقبلا في خدمة بلادهم .وبارك الله لنا بهذا النموذج المشرف.


مشاهدات 51
الكاتب رسالة الحسن
أضيف 2025/09/13 - 12:26 AM
آخر تحديث 2025/09/13 - 3:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 117 الشهر 8713 الكلي 11926586
الوقت الآن
السبت 2025/9/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير