مساع حكومية لتحويل المشروع إلى سياسة وطنية شاملة
العراق يقترب من إقرار إستراتيجية فكرية جديدة
بغداد - أمير الموسوي
انهت اللجنة الوطنية العليا للأمن الفكري، دراستها الاستراتيجية الوطنية، المعنية بملف الامن الفكري في العراق، وذلك بعد سلسلة اجتماعات وصفت بالمكثفة استمرت لاشهر. واكد رئيس اللجنة، التابعة الى رئاسة الوزراء، حيدر عبد الزهرة التميمي، في بيان تلقته (الزمان) امس ان (خبراء اللجنة ناقشوا خلال 13 اجتماعاً، مراحل العمل ومحاور الاستراتيجية الوطنية المرتقبة، والمخرجات المؤسسية والفكرية المرتبطة بملف الأمن الفكري في العراق، ضمن خطوة استراتيجية لتعزيز الاستقرار الفكري والمجتمعي)، مبيناً ان (اللجنة انهت اعمالها التحضيرية بإكمال محاور استراتيجيتها الوطنية، ورفعتها إلى رئاسة الوزراء للمصادقة عليها)، وأضاف التميمي انها (الاعمال شملت مشاركات رسمية وأكاديمية واسعة، ضمن مساعي تحويل ملف الأمن الفكري إلى سياسة وطنية شاملة)، مشيراً الى ان (الاجتماعات الأولى خُصصت لبحث فلسفة تشكيل اللجنة، وتحديد الأعضاء، والمهام المناطة بها)،
توسيع عضوية
وتابع ان (اللجنة قدّمت مقترحاً بتوسيع عضويتها لتشمل جهات لم تكن ممثلة، مثل جهاز المخابرات، ووزارات الخارجية، العمل، التخطيط، الاتصالات، والوقف المسيحي، لكونها جهات معنية بهذا الملف، الى جانب أعضاء من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومستشارية الأمن القومي والوقفين الشيعي والسني، وعدد من المؤسسات الرسمية والعتبات)، لافتاً الى (الشروع بعد مدة بصياغة الهيكلية العامة لمحاور الاستراتيجية، إذ تم توزيع الأعضاء بين لجان فرعية، كما كلّف كل فريق بكتابة مسودة محور معين ضمن محاور شملت الجوانب الدينية، الثقافية، الاجتماعية، الإعلامية، التعليمية، التكنلوجية، السياسية، القانونية، والاقتصادية)، وأوضح التميمي ان (هذه المحاور خضعت لمراجعات دقيقة ومناقشات علمية معمقة داخل اجتماعات اللجنة، وأسهمت في بلورة محتوى استراتيجي متين يعكس التحديات والفرص في ملف الأمن الفكري)، منوهاً الى (قرار اللجنة بالاستعانة بعدد من الخبراء والمستشارين، ومنظمات المجتمع المدني والمراكز البحثية، لتعزيز فاعلية الاستراتيجية والاستفادة من الرؤى التخصصية)، ومضى الى القول ان (الهيئة خاطبت رسمياً جميع الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية، لتزويدها بالمصادر الفكرية والمحتوى البحثي، وقد تشكلت مكتبة نوعية غنية بالدراسات والتقارير والبحوث، التي رفدت المشروع بمحتوى علمي رصين)، بحسب تعبيره.
ورش عمل
وذكر البيان ان (اللجنة ناقشت خلال عدد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل داخل العراق وخارجه، أبرزها في مركز النهرين للدراسات وبيت الحكمة، وجامعة التراث الأهلية ومنظمة اس دي اف في السليمانية، عوامل تعزز الوعي، ونقل التجارب بهذا الملف، كما جرى تشكيل لجنة مصغرة تحت مسمى لجنة إعادة صياغة الاستراتيجية، تتولى جمع الملاحظات التي طُرحت خلال الاجتماعات، وإعادة صياغة الاستراتيجية النهائية وفق الهيكلية المعتمدة مع الأخذ بنظر الاعتبار الاستراتيجيات السابقة مثل استراتيجية الأمن القومي ومكافحة التطرف والاتجار بالبشر)، واختتم التميمي بالقول ان (اللجنة ماضية نحو عقد مؤتمر موسع قريباً، تعرض فيه الاستراتيجية بصيغتها المتكاملة، بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء للاستماع إلى الآراء والتوصيات، لتضمينها في الوثيقة النهائية قبل رفعها إلى رئيس الوزراء، كما تم ارسال محاضر الاجتماعات الى رئاسة الوزراء، لغرض المصادقة، فضلاً عن التوجه الى تقديم طلب رسمي للتحويل الى لجنة وطنية عليا دائمة مسؤولة عن تنفيذ برنامج العمل، وتحويل محاور الاستراتيجية إلى سياسة عملية قابلة للتطبيق، بمشاركة جميع الجهات المعنية).