ذي قار: إرتفاع مناسيب الأهوار يعيد الحياة إلى المنطقة

الموارد تتجه لإنشاء 50 سدا ضمن خطط تأمين الإحتياجات المائية

بغداد – ابتهال العربي

الناصرية – باسم الركابي 

تخطط وزارة الموارد المائية٬ الى بناد سدود وحواجز مائية جديدة٬ ضمن توجهات زيادة الخزين المائي في عموم العراق، في ظل تحديات المناخ وندرة المياه. واكدت الوزارة في بيان تلقته (الزمان) امس ان (الجهات المختصة في الوزارة٬ وضعت خطة استراتيجية تتضمن انشاء 50 سداً وحاجزاً مائياً في عدد من المحافظات، بهدف زيادة خزين المياه، والحد من الهدر، فضلاً عن تأمين الاحتياجات المائية للمنازل٬ والقطاعات الزراعية خلال المدة المقبلة)٬ مشيرة الى أن (هناك توجهاً جاداً لتنفيذ مشاريع وفق دراسات فنية وهيدرولوجية دقيقة، بما يضمن الاستفادة القصوى من مياه الأمطار والسيول الموسمية، ودعم الاستدامة المائية للقطاعات الزراعية والخدمية).

رؤية حكومية

 وأضافت ان (الخطة تأتي ضمن رؤية حكومية شاملة لتحسين إدارة الموارد المتاحة، والتخفيف من آثار الجفاف خلال المواسم المقبلة)٬ وأوضح البيان ان (تنفيذ السدود والحواجز المائية يسهم في دعم الاستقرار البيئي والاقتصادي، ويعزز قدرة البلاد على مواجهة التحديات المائية مستقبلاً)٬ وقال مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات التابعة للوزارة٬ وسام خلف عبيد٬ ان (المنظومة السابقة تضم 24 سدا٬ً بواقع 13 سداً في محافظة الأنبار وثلاثة سدود في كركوك، وسدين في كل من ديالى وواسط، وسد واحد في محافظات النجف وميسان والسليمانية ودهوك)٬ مبيناً ان (الخطة الجارية تشهد المباشرة الفعلية بإنشاء سدود وحواجز مائية مهمة، أبرزها سد المساد في الأنبار٬ حاجز الشرائع في نينوى٬ وحاجز الصفرة في ديالى)٬ وأضاف عبيد ان (هناك مجموعة أخرى من السدود اكتملت تصاميمها الفنية ضمن الاتفاقية الإطارية٬ تحتاج الى المباشرة بالعمل، وتضم سد الخرز في المثنى، سدان في كربلاء، وأبو طاقية في نينوى، فضلاً عن خمسة حواجز مائية غاطسة في نينوى)٬ منوهاً الى ان (مراكز الدراسات في بغداد والمنطقة الشمالية٬ تعكف حالياً على إعداد تصاميم لثمانية سدود أخرى في محافظات نينوى والمثنى والنجف وديالى تمهيداً لإحالتها للتنفيذ٬ فضلاً عن انشاد سدود في محافظات أخرى). وارتفع خزين المياه في السدود٬ لأكثر من 700 مليون متر مكعب، بعد موجة الامطار والسيول التي شهدها العراق٬ بحسب الوزارة. التي اشارت الى (ارتفاع الخزين المائي الى اكثر من 700 مليون متر مكعب، وذلك يعد مؤشراً جيداً لتعزيز المياه)٬ مؤكدة انها (اتخذت سلسلة إجراءات وصفتها بالناجحة٬ لإدارة الواردات المائية الأخيرة، والتي أسفرت عن تحقيق منافع كبيرة، تمثلت برفع الخزين في السدود الى أكثر من 700 مليون متر مكعب٬ بفضل الأمطار الغزيرة والمتوسطة التي شهدتها مختلف المحافظات وتغذية بحيرة الثرثار بأكثر من 200 مليون متر مكعب، بعد انقطاع التغذية لعدة مواسم)٬ وأضافت انها (تعمل على دعم مناطق الأهوار وزيادة نسب الإغمار، فضلاً عن تحسين بيئة شط العرب ودفع اللسان الملحي٬ عبر توجيه كميات مسيطر منها، إلى جانب تأمين الاحتياجات المائية للري الموسم الشتوي الجاري في معظم المحافظات، لدعم الإنتاج الزراعي). على صعيد متصل٬ وجه وزير الموارد المائية، عون ذياب، بوضع معالجة فورية لمعوقات تطوير مقتربات جسر الحرية في الكريعات. وذكر البيان ان (وزير الموارد٬ اطلع خلال جولة ميدانية، على سير أعمال تأهيل مقتربات جسر الحرية في منطقة الكريعات، برفقة عدد من المختصين٬ بهدف تسريع تنفيذ مشاريع التطوير الحضري٬ وتحسين انسيابية الحركة وحماية المنشآت المائية)٬ وتابع البيان ان (الزيارة تأتي ضمن الجهود الحكومية لتطوير واقع البنى التحتية وتنفيذ المشاريع الخدمية المرتبطة بقطاع الموارد المائية٬ مع الايعاز بتسريع العمل٬ واهمية الالتزام بالمواصفات الفنية والجداول الزمنية المحددة، لإنجاز الأعمال وفق معايير الجودة والسلامة). في غضون ذلك٬ عبرت رئيسة اللجنة الزراعية في محافظة ذي قار٬ زينب الأسدي٬ عن املها باستمرار استقرار منسوب المياه في الأهوار٬ الذي ارتفع بشكل ملحوظ بفعل موجة الأمطار الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع خلق أملاً لدى سكان المنطقة، لاسيما مربي الماشية والمزارعين. وأوضحت الاسدي في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (ارتفاع منسوب مياه الفرات، عزز واقع الاهوار بالمنطقة٬ اذ يصب جزء من النهر في أهوار الجبايش، ما عزز وصول مستوى المياه إلى نحو 75 سنتيمتراً)٬ على حد قولها.

منسوب المياه

 لافتة الى انه (منذ بداية كانون الأول الجاري بلغ منسوب المياه أدنى مستوياته، حيث سجل 34 سنتيمتراً فقط في الأهوار٬ ما يعني ضعف المنسوب بأكثر من الضعف في غضون أقل من شهر)٬ وأضافت الاسدي ان (هذه الزيادة ستنعش البيئة والثروة السمكية بالمحافظة٬ وتغذي المناطق الجافية، كما تسهم في تقليل هجرة السكّان٬ والحفاظ على الجاموس من الهلاك)٬ مشددة على (ضرورة استقرار وضع المنسوب٬ والتنسيق مع الجهات المعنية بشأن ادارة الموارد المائية٬ لضمان استمرارية الحياة في مكون الأهوار). من جانبه٬ يتوقع مركز إنعاش الأهوار٬ أن تسهم موجات الأمطار في تحسين واقع المياه والزراعة، مع بدء ارتفاع منسوب مياه الأهوار تدريجياً، بما يعزز الآمال بإنعاش البيئة الطبيعية ودعم النشاط الزراعي بالمنطقة. وقال مدير المركز، عدنان الموسوي، ان (الخزين الاستراتيجي للمياه في السدود والخزانات وصل الى أدنى مستوياته، ما جعل الوضع المائي حرجاً جداً)٬ وتابع الموسوي ان (الأهوار تعاني من الجفاف، وتحتاج الى مواصلة عمليات الغمر٬ تزامناً مع ارتفاع المناسيب).