الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إتفقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم

بواسطة azzaman

إتفقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم

عدالت عبد اللـه

 

لستُ من أنصار تقليد إطلاق الدعوات والتوصيات لأي شخصيات أو مؤسسات أو قوى، بحجة الإيمان أو التشبث ببعض الوظائف التقليدية التي يُحمّلها بعض المنظّرين الاجتماعيين لفئة ما تُعرف بالمثقفين.

كنتُ وما زلتُ أؤمن بمبادئ التفكير الأنواري، الذي يدعو إلى إعمال العقل ورفض تحكم الآخر في طريقة تفكيرنا ومناهج سلوكنا تجاه أي شأن يتعلق بالحياة الشخصية أو المجتمعية. فلا يحق لأحد أن يشعر الآخر بأنه بحاجة لمن يُفكر عنه، باسم التفلسف أو التعلم أو التوجيه، أو اعتبار الذات ضمن مجتمع الصفوة، بينما الآخرون مجرد أميين لا يستحقون أن يكونوا أحراراً. فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالنخبة السياسية، وأين؟ في العالم الثالث، حيث قلّما تجد سياسياً لا يدّعي بأنه الكائن المختار، والممثل الوحيد عن الجميع! وليس في السياسة وحدها، بل حتى في أنماط العيش وطرق التفكير وتدبير شؤون الحياة اليومية، كما تروج لها بعض الفضائيات من خلال مقابلاتها المتخصصة بالحياة الخاصة للسياسيين!.

السياسي هنا، كما نعلم، غالباً ما يرى نفسه عالماً ومنظّراً ورسولاً في آنٍ واحد، لا يضاهيه أحد في تدبير شؤون الأمة وتحديد مصالحها، التي لا يحافظ عليها – برأيه – إلا هو! ولهذا السبب بالذات، لا فائدة من أن نتفلسف عليه، فهو «المخلوق الإلهي» الذي يفهم كل شيء، عدا وجود مخلوقات ناطقة أخرى في عالمه، قد تفقه التفكير والتدبير أفضل منه.

بل نكتفي فقط بالرجاء منه أن يتفضل ويُفعّل قدراته الخارقة، ويغدق علينا من أخلاقياته الحميدة ومعرفته الموسوعية، لينقذنا من أزمة إنسانية تمس حياة الملايين. أعني هنا – والعراق هو المقصود – أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان، الناتجة عن أسباب سياسية وذرائع قانونية وإدارية، هو مسؤول عن إنهائها.

نعم، نطلب، ومن موقع الرجاء، من سياسيينا العظماء في بغداد وأربيل، أن يتفقوا حول هذه الأزمة، رفقاً بحياة الناس الأبرياء، وتجنباً لاحتمال أن يذكرهم التاريخ بسوء، لا بفضل.

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 40
الكاتب عدالت عبد اللـه
أضيف 2025/07/15 - 3:06 PM
آخر تحديث 2025/07/16 - 11:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 331 الشهر 10087 الكلي 11163699
الوقت الآن
الأربعاء 2025/7/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير