عاشوراء ثورة للعدل والوحدة
محمد حنون كريم
كلما حلت ذكرى عاشوراء يستعيد الضمير الإنساني وقفة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) في كربلاء تلك الوقفة التي تجاوزت حدود الزمان والمكان والمذهب لتتحول إلى ثورة إنسانية خالدة شعارها العدل ورايتها الكرامة.ما جرى في كربلاء لم يكن معركة بين طائفتين أو نزاعاً سياسياً على الحكم بل كان صراعاً بين الحق والباطل بين الحرية والعبودية بين كرامة الإنسان واستبداد السلطة الإمام الحسين (ع) خرج من المدينة وهو يعلم أن النصر العسكري مستحيل لكنه كان يؤمن بأن النصر الحقيقي هو أن تبقى كلمة الحق مرفوعة وأن تستيقظ ضمائر الأحرار في كل العصور.اليوم ونحن نستذكر هذه الملحمة الخالدة يجب أن نطرح السؤال الأهم هل استطعنا أن نحمل رسالة الحسين في واقعنا هل كانت عاشوراء مجرد طقوس حزن أم أنها مشروع وعي وثقافة تغييرالحسين لم يخرج ليكون قائداً لطائفة أو مذهب بل وقف ليكون صوتاً لكل مظلوم ومثالاً لكل ثائر يسعى للحرية من الظلم حصر هذه الثورة في مذهب واحد أو جعلها مناسبة لفئة دون أخرى إنها ملك لكل من ينشد العدل في وطنه ولكل من يحلم بدولة لا تبنى على التمييز والطائفية بل على المواطنة والعدالة الاجتماعية وطننا اليوم أحوج ما يكون إلى روح كربلاء لا لإحياء النزاعات بل لتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات من فساد يؤدي دورا” سلبيا” في عمل مؤسسات الدولة إلى تهميش يطال شرائح من المجتمع بسبب المحاصصة الطائفية والحزبية إلى تدخلات خارجية تعبث بسيادة القرار الوطني.إن استذكار عاشوراء مسؤولية أخلاقية تفرض علينا أن نرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمها الحسين وأصحابه مسؤولية تحتم علينا أن نجعل من ثورتهم منهجاً في بناء الوطن بعيداً عن المحاصصة والانقسام قريباً من الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
الحسين طريق نحو التحرر وعاشوراء مدرسة في الكرامة والبناء الحقيقي للوطن يبدأ عندما يتحول هذا الدرس إلى عمل يومي من أجل مستقبل العراق.