المستقبل يبدأ من بغداد القمة
سارة محمد
شهدت العاصمة العراقية بغداد انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية ، حيث تحوّلت القاعة الكبرى في قصر المؤتمرات إلى منصة لرسم ملامح مستقبل رقمي عربي ، مع تركيزٍ غير مسبوق على قضايا الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي .
وقد أكّد القادة العرب في كلماتهم ومداخلاتهم أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة ، وضرورة التحرك الجماعي نحو بنية رقمية عربية متكاملة، قادرة على مواجهة تحديات العصر ومواكبة التحولات العالمية المتسارعة .
تاسيس مركز عربي للذكاء الاصطناعي في بغداد في واحدة من أبرز مخرجات القمة ، اقترحت العراق إنشاء “المركز العربي للذكاء الاصطناعي” في بغداد ، ليكون منصة للتنسيق والتكامل في مجالات البحث العلمي ، تطوير التطبيقات التكنولوجية، وتدريب الكفاءات العربية على استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية .
حلم مشترك
المركز ، بحسب المقترح ، سيسهم في تقليص الفجوة الرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة، وسيوفّر قاعدة بيانات موحدة، وتشريعات تنظيمية تدعم الاستخدام المسؤول والآمن للتقنيات الحديثة .
بنية رقمية موحدة ، وحلم عربي مشترك
كما ناقشت القمة إمكانية التأسيس لبنية رقمية عربية موحدة ، من شأنها تعزيز التكامل الاقتصادي والتكنولوجي ، وتسهيل تبادل البيانات والمعلومات بين الدول الأعضاء ، بما ينعكس إيجابًا على مجالات التعليم ، الصحة ، الأمن السيبراني ، والحوكمة الرقمية .وتم التأكيد على ضرورة استثمار طاقات الشباب العربي في مجالات الابتكار والبرمجة والذكاء الاصطناعي ، بوصفهم المورد الحقيقي لبناء المستقبل .دعم البحث العلمي والتطوير التكنولوجيفي سياق متصل ، أعلنت جامعة الدول العربية دعمها لإطلاق “المبادرة العربية للبحث العلمي في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة”، والتي تهدف إلى تمويل المشاريع البحثية ، وتعزيز الشراكات بين الجامعات ومراكز الأبحاث العربية .
إشارات قوية نحو المستقبل
القمة العربية في بغداد حملت مؤشرات واضحة إلى أن العالم العربي يخطو بثقة نحو عصر الاقتصاد الرقمي، واضعًا أسسًا جديدة للتعاون التكنولوجي الإقليمي .
وقد أجمعت الوفود المشاركة على أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا ، بل ضرورة استراتيجية للبقاء والمنافسة في القرن الحادي والعشرين.ومن بغداد ، تبدأ رحلة عربية جماعية نحو فضاءات الذكاء الاصطناعي والتطور التقني، في خطوة تؤكد أن المستقبل لم يعد بعيدًا ، بل يُصاغ الآن بأدوات عربية ورؤية مشتركة .