الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحرب الصهيونية- الايرانية.. الى أين؟

بواسطة azzaman

الحرب الصهيونية- الايرانية.. الى أين؟

قتيبة آل غصيبة

 

 

إنطلاقا من القاعدة العلمية التي تنص على ان: العواطف لا تؤثر على التحليل والتقييم

بلا شك في ان الهجوم الصهيوني الامريكي على ايران قد ساهم في إضعاف قدرات ايران النووية والدفاعية والامنية؛ إذا يتبادر هنا مثل دارج  يقول : ليس أسوء من سعيد إلا مبارك.. وعلى الرغم من كل اختلافنا الذي نحمله ضد النظام الايراني بسبب تراكمات أجندته الطائفية ودعمها للفاسدين في العراق .. فالصهاينة اسوء مما نتصور؛ فمشروعهم لتفتيت بلداننا وفي مقدمتها العراق يعتمد على عدم بقاء ايران دولة قوية بالمنطقة..

 ان ايران ليست بالبلد السهل فهي ثابت جغرافي وتاريخي لا يمكن نكرانه بعكس الكيان الصهيوني اللقيط..

كما انها دولة عقائدية وتمتاز بالعناد فالعراق في بداية حربه معها في ١يلول 1980 أحتل ربع الاراضي الايرانية ودمر القوة الجوية التابعة لها؛ وبعد شهر من هذه الحرب طلبت القيادة العسكرية إيقاف الحرب وبوساطة الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي العالمي؛ وكان وضع ايران السياسي الداخلي سيء للغاية؛ إلا انها رفضت ايقاف الحرب واستمرت فيها لثمان سنوات..

في 7 حزيران 1981 ضرب الكيان الصهيوني مفاعل تموز النووي في العراق وأخرجه من الخدمة؛ إلا ان العراق سرعان ما استعاد نشاط مفاعلاته النووية التي انشأها لاحقا لحين تدميرها في حرب 1991 وما بعدها..

في حرب الخليج الثانية تعرض العراق لقصف 33 دولة تحشدت ضده والقيت عليه 88500 الف طن من القنابل بما يعادل 4 قنابل نووية من التي القيت على هيروشيما رافقه حصارا شاملا وخانقا يعادل بشدته أضعاف أضعاف الحصار على ايران؛ إلا ان العراق ظل صامدا 13 سنة لحين غزوه واحتلاله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لعنة الله عليها وعلى الكيان الصهيوني الذي كان المحرض الاول والداعم الاول لهذا الغزو والاحتلال؛ والذي كان إيذاناً ببدء تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان العراق يقف عائقا ضده.. وألان جاء الدور على ايران..

وأخيرا وليس آخرا؛ فإن بقاء النظام الايراني الديني بأجندته الطائفية الحالية يقع خارج  الاهداف الصهيونية والامريكية من هذه الحرب وفقا لتصريحات الامريكان والصهاينة ..

لذا فإن إيران لن تستسلم بسهولة في ظل امتلاكها ترسانة صاروخية متعددة الامكانيات والقدرات؛ ووجود أذرعها الموالية بالمنطقة؛ وستستمر في حرب البقاء الوجدوية بينها وبين الكيان الصهيوني وفقا لمعايير المعادلة الصفرية؛ ونحن بإنتظار ما سيؤول اجتماع مجلس النواب الايراني المزمع عقده هذا اليوم؛ لإتخاذ القرار بالتعامل مع تداعيات هذه الحرب الوجودية؛ والتي أعتقد متواضعا انها ستتخذ قرارات بالتصدي للعربدة الصهيونية والامريكية؛ وألاستمرار في هذه الحرب؛ والتي يصفها المفكر الروسي "الكسندر دوغين" بأنها (ملحمة وجودية)؛ كما أنها تدرس بجدية الانسحاب من معاهدة انتشار الاسلحة النووية...

وانه لا خلاص لامتنا  وبلداننا من مشروع الشرق الأوسط الجديد المشؤوم؛ الذي يسعى الكيان الصهيوني لقيادته كقاعدة امامية للولايات المتحدة الأمريكية؛ مالم يتحد قادة الدول العربية وبناء مشروع امن قومي فعال يجعل من القضية الفلسطينية وحقوق شعبها المشروعة هدفا ومنطلقا لهذا المشروع؛ وبما يضمن إملاء الفراغ الذي سيحدثه خروج ايران من الساحة؛ وإلا ستؤكل دولنا سلة وراء سلة

والله المستعان..


مشاهدات 96
الكاتب قتيبة آل غصيبة
أضيف 2025/06/24 - 4:00 PM
آخر تحديث 2025/06/25 - 6:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 195 الشهر 15590 الكلي 11150244
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير