المليشيات مدللة أمريكا
فاتح عبدالسلام
هناك أوهام كثيرة تغذيها امنيات وتخيلات وشائعات لا تزال قوية في المطبخ السياسي في العراق او ما حوله.
اذ لولا التورط في استهداف إسرائيل، لما تناول أي مسؤول امريكي قضية الاذرع الإيرانية المسلحة في الخارج، ولن تخوض الولايات المتحدة حربا ضد ايران بسبب وجود مليشيات وموالين لها في دول بالشرق الأوسط يعملون منذ ثلاثين سنة او عشرين سنة بحسب البلد. هذه سذاجة في التحليل، تدعمها امنيات المتضررين سياسياً وعملياً من المليشيات في العراق أو لبنان أو اليمن.
سنوات عديدة مرت ، والمليشيات الحوثية تقاتل بدعم إيراني مباشر ضد السعودية ، حليفة الولايات المتحدة، التي لم تبد أي انزعاج حقيقي من نشوب الحرب واستمرار الدعم الإيراني لها.وكان من الممكن ان يستمر العون الإيراني للحوثيين الى ما لا نهاية في حال عدم التورط بتهديد الممرات البحرية وقصف إسرائيل والقطع الامريكية.
أمّا في العراق، فإنّ الولايات المتحدة نفسها هي التي منعت إسرائيل من ضرب المليشيات الموالية لإيران داخل العراق بالرغم من انها كانت تقوم بقصف اهداف إسرائيلية من العراق مباشرة. كما سبق ان دعمت القوات الجوية الامريكية تحت عنوان التحالف الدولي محاور عمليات فصائل موالية لإيران في خلال استعادة السيطرة على مناطق نينوى وتكريت والموصل في العام 2017 بعد احتلالها من تنظيم داعش، وشوهدت قيادات سابقة في الفصائل الموالية لإيران تستخدم مروحيات أمريكية في مهام عسكرية وتنسيقية.
وكذلك الحال، فإن الولايات المتحدة لم تعترض يوما على ارسال آلاف المقاتلين العراقيين – ولد الخايبة طبعاً- المنضوين في المليشيات الولائية للقتال في سوريا أو اليمن لمدة سنوات عديدة ، وكانت خطوط ارسال المقاتلين مكشوفة لا تخفى على احد، فكيف على الاستخبارات الامريكية أو حتى الموساد؟
حتى حزب الله في لبنان ذراع ايران القوية، لم تتصدَ الولايات المتحدة لقوته العسكرية الداخلية في لبنان، حتى عندما جرى استخدام القوة في استعراضات بسط النفوذ بالشارع اللبناني، ولم تكن إسرائيل ذاتها معنية بوجود مليشيات في لبنان موالية لإيران او سواها لولا استخدام السلاح الصاروخي الثقيل ضد إسرائيل.
وهناك اكثر من هذا أيضاً.