لا لزيادة أنتاج الخام
خليل ابراهيم العبيدي
تتحدث الأوساط الحكومية عن عزم وزارة النفط على زيادة انتاج الخام من 4 مليون برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل ، اي بزيادة قدرها 50 بالمئة ، وهي زيادة يمكن الوصول إليها بسهولة نظرا للتقدم الذي اصاب عالم التنقيب والاستخراج والتسويق ، وموضوعنا اليوم هو ليس بمضاعفة الانتاج انما، بلا الشعبية، التي يرددها المواطن العراقي في كل مكان ، وانقل للقارئ بامانة أن من تحدث في الكيا عن هذا الموضوع ، وهو يقول لمن ستؤول هذه الزيادة ، ويجيب انها لهم ، لا ، لغيرهم ، ويعقب أخر وانا استمع باهتمام إلى حديث اؤلئك البسطاء ، قائلا ليش وين فلوس الرايح من النفط حتى ننتظر فلوس الجاي ، عمي والله ( كلمن يحود النار الگرصتة) وفي موقع آخر لدى فرن الصمون ونحن بالانتظار قال احدهم وهو ينظر إلى حاوية النفط وهي تفرغ حمولتها في خزان الفرن ، والله هذا النفط لو بيد غيرنة لكان راتب واحدنة مثل راتب الكويتيين ، وجمالة يريدون ايزيدون الانتاج ، والله الراتب هو الراتب( تفاليس ) والزبادة بس الهم . هذه وغيرها من ملاحظات المواطنين انقلها بامانة إلى القارئ الكريم ، لعل واحدا من هذا القارئ الكريم يكون من المسؤولين ، وينتبه إلى حوارات الاخرين ،( فالناس لا تقدر حجم رواتب الموظفين والمتقاعدين واصحاب العوق ورعاية المحتاجين ) لكني منذ ستين عاما وانا الان تجاوزت الثمانين ، الاحظ كالاخرين ، أن النفط كان ولا زال غصة في نفوس العراقيين ، جراء عبث الحكومات بعائدات هذا المنذ المسكين ، فهو كما يقول المثل ( مثل السمچ ماكول مذموم ) ، والسبب هو الحاكم ، تارة يحارب بمردوداته دول الاخرين ،كما فعل النظام السابق ، وتارة يوظف في غير موقعه ، وتارة يحوله إلى راتب لا يملأ جيب صاحبه ، وتارة يسرقه ولا يشعر بوقع فعلته ، والمنجزات هامشية طيلة قرن ، بالقياس إلى حجم ما هو منتج بالبرميل والطن ، وصارت سرقة النفط حرفة وفن ، لن ولن نضع موارده في مكانها ما دام فينا من لا يحترم عقول الناس فاتحا الاستيراد دون حد او مقياس ، او فينا من لا يعرف قيمة الخام ، انه لا محال ناضب في قادم الأيام ، والحليم تكفيه إشارة الابهام .