السفير الفنزولي لدى بغداد لـ (الزمان) : ما يفعله ترامب قرصنة دولية
وجدت في العراق حضارة عريقة وشعب طيب وثقافة عميقة
وصف سفير جمهورية فنزولا الباليفيرية في العراق ارتورو انيبال كايكوس رامبريز تصرفات الرئيس الاميركي ترامب وادارته للعديد من القضايا العالمية بانها فاشية بامتياز سواء ما يحدث في غزة من حملات ابادة وما يتعلق بملف اختطاف المئات من المهاجرين الفنزوليين وارسالهم قسرا للسجون في السلفادور يعد ذلك قرصنة دولية. وسنعمل لتحشيد شعوب العالم كلها ضد الفاشية الجديدة .. وتحدث السفير امس الاول للـ (زمان) على هامش لقاء مع نخبة من الاعلاميين والاكاديميين والناشطين العراقيين المناهضين للسياسات الفاشية في العالم .. قلنا للسفير
سؤالنا الاول عن اسباب هذا الحراك للسفارة الفنزولية في العراق ؟
- يقول السفير ان هذه الفعالية في العراق تتزامن مع فعاليات مشابهة في جميع سفاراتنا في العالم في اطار اليوم العالمي للمختطفيين الفنزوليين قسرا حيث تم ترحيل بل اختطاف ( 238 ) مهاجرا فنزوليا الى سجون السلفادور رغم اقامتهم الاصولية في الولايات المتحدة الاميركية مثل بقية البشر وليس في ذلك جريمة في اطار برنامج ترامب للترحيل السريع وقد يشمل عشرات الملايين من مختلف الاصول البشرية في اطار سياسة للتمييز العنصري والضغط على بعض الانظمة غير الموالية لاميركا ونتيجة لسياسات يسارية وتوجهات للتحرر الوطني والاستقلال ... وستتعرض هذه الدول للمزيد من الضغوط والمؤامرات وتحريك الطابور الخامس تحت شعارات المعارضة والتحول الديمقراطي واسقاط الدكتاتوريات والعديد من الحكايات الدعائية الملفقة والمنتجة في دهاليز المخابرات الاميركية بعد اجازة رسمية لسياسة العمليات القذرة .
ولهذا فان فنزولا تسعى لحشد الجهود النوعية لقادة الراي في العالم خاصة منظمات المجتمع المدني والاعلاميين في كل العالم من اجل تنسيق المواقف ووضع الخطط الشعبية لمواجهة الطغيان والممارسات الفاشية الاميركية والانظمة الارهابية التابعة لها في الشرق الاوسط واميركا الاتينية وافريقيا وعموم اوربا وفي القارات السبع .
لقد التقى الرئيس الفنزولي نيكولاس مادورو مؤخرا بالعديد من اسر الفنزولين المهجرين والمبعدين من اماكن اقامتهم في اميركا لسجون السلفادور واطلع على قصص مثيرة وماساوية لسوء المعاملة مع مواطنين ابرياء تعاملت معهم السلطات بوصفهم اعضاء في عصابات اجرامية وقطعت عن اهلهم وذويهم الاخبار والاتصالات وفعلا تم التعامل معهم بطريقة الاختطاف وليس باجراءات التهجير والتسفير المعروفة.. ولم تذعن هذه السلطات للاعتراضات القانونية ولم تراجع حقوقهم التي كفلتها حتى القوانين الاميركية والدولية .. ان هذه السياسة تحتاج حركة تضامن واحتجاج عالمية فهذه الاساليب ستطبق على مهاجرين اخرين بل على شعوب بكاملها وهذا ما يحدث الان في غزة ولبنان وسوريا.
وكيف سيتم الحراك ...؟
- في العالم اصوات كثيرة ومتعددة وتتزايد كل يوم مع التصعيد للافعال الفاشية في العالم وسيدرك الجميع ان هذه السياسات ستداهم الجميع بدون استثناءا.. وهذا ما سيدفعنا للتعاون والتنسيق في المجالات كافة لايقاف هذا العدوان ثن الانقضاض عليه بمختلف وسائل المقاومة المشروعة والمؤثرة.. ولابد من الاعتقاد بان قدرات الشعوب اكبر حينما تتحدد وتعي مسارها في الاستقرل والتحرر وتعمل على اسقاط سياسات تفتيتها من الداخل بافتعال المعارك الجانبية وسياسة تغيير اجندات المواطنيين ودفعهم لعدم الاكتراث والانغماس في مجريات الترفيه غير البرىء بكل اشكاله بعد توفير وسائله وجعلها متاحة ومبرمجة من خبراء في تغيير الاتجاهات واحتلال العقول .
وماذا بعد ..؟
- ان القوى المناهضة للفاشية بامكانها ان تبتكر العديد من الاساليب لمواجهة ما يحدث وفي مقدمتها خلق وعي بما يجري عن طريق نشر المعلومات وتفسيرها وكشف الحقائق فالنشاطات الثقافية والمنصات الاعلامية المتعددة اللغات قادرة لايصال صوتها وتحريك الشارع العالمي بما في ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها وهذا مالمسناه من حشود المظاهرات الكبرى في اغلب المدن الاميركية والاوربية عامة والجامعات خاصة منددين بصوت مرتفع بسياسات القمع والارهاب في العالم والمدعومة من الادارة الاميركية وعلى راسها الفاشي ترامب.... ولعل هذا الحراك الشعبي يحتاج لان يتبلور لمبادرات للمقاطعة اقتصادية للمنتجات الاميركية والشركات العالمية التي تسند هذه السياسات
وقال السفير ان ترامب يمارس القرصنة من خلال الحصار المفروض على الدول المناهضة لسياسته وفي مقدمتها فنزول فقد اصدر اوامره لفرض ضرائب على الجهات التي تستورد النفط والغاز الفنزولي ويحتفظ لنفسه بنسبة 5 بالمئة من هذه المبيعات في اطار استحواذه على ثروات الامم من خلال الضرائب الجنونية التي شملت حتى حلفاء اميركا الاوربيين وسعيه لنهب المليارات من الدول النفطية والاستحواذ على ثروات اوكرانيا والمطالبة بخليج بنما وضم كندا لامبراطوريته والحلم بتحوي العالم لمنتجعات واستثمارات تشيد على جثث الشعوب ودمها المسفوح وفي مقدمة ذلك مشروع ريفيرا غزة والمطلوب تهجير او قتل شعب بكامله من اجل تحقيق احلام استعمارية مريضة
وماذا يعني هذا ..؟
- تجاهل لابسط المواثيق والاعراف الدولية التي تتعامل معها الامم المتحدة كضامن ومنسق امم بين الدول والشعوب لحل النزاعات عبر جهات متخصصة من اجل الاستقرار والسلام في العالم .. لكن ترامب لايعترف بذلك وربما يتمرد على الامم المتحدة ويخرج منها مثلما فعل مع منظمة الصحة العالمية وعدم اعترافا بقرارات المحكمة الجنائية الدولية التي ادانت صديقه وربيبه وحليفه نتنياهو ... ونتوقع المزيد من هذه السياسات الجنونية .... وستمتد لمجالات تكنلوجيا المعلومات وتطوير اليات الذكاء الاصطناعي لايجاد منظومات عالمية للهيمنة واستعباد البشر رقميا عبر مبتكرات الن ماسك ومنظري المليار الذهبي الذين يحاولون بفلسفة تمثل التوحش الراسمالي لتقنين حجم الشعوب واليات تحركها والتلاعب بخريطة العالم ..؟
وهل سيحدث ذلك ..؟
- لقد مرت في تاريخ البشرية الكثير من امثال هذا التطرف والتوحش حين اجتاحت مجموعات متوحشة مثل المغول بلدان العالم وسحقت ارقى حضارات الشرق وارتكبت ابشع المجا زر وتكرر ذلك في العصر الحديث على يد النازية الالمانية والفاسية الايطالية وكلف ذلك البشرية تضحبات جسيمة تمثلت بمقتل عشرات الملايين وخراب لاعظم واجمل المدن وفي النهاية ازدهرت منابع الحضارات وغيرت حتى موجات العنف عقيدتها وتاثرت بما حاولت محوه من الوجود... ويحدث الان مثل ذلك على يد نتنياهو باسناد اميركي فتامل خارطة الدم في ليبيا وفلسطين والسودان وسوريا ولبنان وقبلها العراق وافغانستان والاتي اخطر واعظم,
ما الحل هل سنكتفي بدور المتفرج ...؟
ابدا فان الشعوب متحفزة في كل مكان تعيقها الحكومات وتشوش عليها موجات الحرب الباردة النفسية وعمليات غسيل الدماغ وسياسة القمع والتجويع ولعل مايجري في غزة نموجا صارخا لهذه السياسات لكن الصوت الفلسيني اخترق كل الحواجز ووصل للعالم خاصة بعد طوفان الاقصى وما رافقه من ردور فعل دموية.... ولانبالغ بالاشارة للمقاومة اللبنانية واليمنية وما احدثته من توازن للرعب فشلت جيوش عربية بكاملها وحكومات بملياراتها من فعل ذلك خلال قرابة قرن من المواجهات والتضحيات ... ولعل من المنطقي وليس من فرط التفاعل الاشارة بان النصر سيكون حليف الشعوب وستسقط الفاشية الترامبية وبدات تظهر نتائج السياسات المضطربة سيحدث لترامب ونظامه مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية وقبلها سقوط الاستعمار وتحرر عدد كبير من البلدان في الشرق والغرب وفي امريكا الاتينية
كيف وجدت العراق..؟
-حضارة عريقة وشعب طيب وثقافة عميقة وتطلع كبير للنهوض والبناء وطموح لبناء الانسان وتشكيل دولة قوية متزنة قوتها تكمن في عراقتها ووحدة شعبها وثروتها الكبيرة من العقول والاموال ... ونسعى لصداقة متينة وشراكة عميقة تمتد جذورها لسنوات بعيدة من النضال المشترك في سبيل الاستقلال ومحاربة الفاشية وستستمر حتى تحقيق احلام شعوبنا الطامحة للحرية والاستقرار والرفاهية ,,, ولعل مواقف فنزولا المساندة للقضية الفلسطينية تمثل ذروة التضامن وكذلك تصدينا للارهاب وللسياسات التعسفية ضد الدول المنتجة للنفط ومحاولات ابتزازها وسرقة ثرواتها وتهميش شعوبها ومنع نهضتنا ،لكننا وفي النهاية سننتصر رغم انف الفاشية واذنابها