الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سحر الوثائق التاريخية والسرية

بواسطة azzaman

سحر الوثائق التاريخية والسرية

نزار محمود

 

نعتمد في حياتنا بصورة عامة، وبالخصوص، على الأدلة المادية الملموسة من مخطوطات ووثائق ورسائل وكتب ونقوشات ورسومات ومنحوتات وغيرها، للكشف عن حقيقة ما واتخاذ موقف أزاءها. وبالطبع، نقوم بتعزيز ذلك بالتأكد من كون هذا الدليل صحيح في كيانه المادي وزمن إنشائه وغير مزور.

غير أن المسألة لا يجب أن تنتهي عند ذلك، فهناك آلاف الأدلة المادية غير المزورة في كيانها لكنها مزورة في ما جاء فيها أو تحمل لأشخاص أو جهات بيانات ومعلومات غير صحيحة وحتى مضللة عن عمد أو دون عمد.

وهكذا يتباهى ويستند باحث هنا ودارس هناك أن ما يطرحه ويبني تحليله واستنتاجه عليه إنما هو معزز بوثيقة تاريخية أو سرية، قد سمح بالاطلاع عليها بعد فترة ما، أو حتى تم الحصول عليها بطريقة ما، وغالباً ما يقوم بعرض صورة عنها مذيلة برقم حفظها (أرشفتها) باحدى المكتبات العالمية أو دار المخطوطات الفلانية. إنها بالتأكيد إشكالية كبيرة، وخطيرة أحياناً. فليس كل ما هو مكتوب صحيح، وليس كل ما تراه العين وتلمسه اليد حقيقة لا جدال فيها!

هذه الإشكالية نعيشها حتى في مواقفنا من كتب دينية في سلامتها أو تحريفها، وكذلك في مؤلفات نسبت الى أشخاص معينيين ليست لهم علاقة بها.

وهكذا احتوت مئات المكتبات ودور المخطوطات وكذلك المتاحف آلافاً من المواد التي اعتمدناها أدلة لم يكن بعضها يعين على الوقوف على الحقائق.

كم كنا، وما زلنا، نتمتع بحكايات ألف ليلة وليلة التي طبعت عشرات المرات وبملايين النسخ، وهي مقبولة لدينا بأن شهرزاد الراوية الجميلة قد حكت ذلك، لكن كم منا أثبت صحة ما روته شهرزاد؟!

أليس الأدب في خياله والشعر في سحره والفن في إبداعه، والسياسة في أحابيلها بالقادرة على انتاج أدلة مادية ملموسة في كتب ومخطوطات وعلى أوراق شجر أو حجر أو جلود حيوانات، لكنها لا تعكس الحقيقة؟!

وهنا لن أتكلم عن ما يمكن للتقنيات الحديثة في رقمنتها وذكائها الإصطناعي

من امكانيات “سحرية” في إضحاكنا وإبكائنا، وفي سوقنا يميناً أو شمالاً!

أختتم المقال بما يمكن أن تقوم به، أو كانت قد قامت به، دوائر أمنية واستخباراتية في استخداماتها لروايات الوثائق التاريخية والسرية في صنع رأي عام هنا، أو زرع فتنة هناك؟! يكفي أن نقع على مذكرة سفير، لا ندري سلامة رأيه أو مبتغاه، فنلعن نظاماً ونخون أبرياء!!

إن كثيراً من فرقاء العقيدة والرأي بمتلكون من الأدلة المادية ما يحاججون به، فترانا نعيش ما يمكن أن ينطبق عليه قوله تعالى:

كل قوم بما لديهم فرحون حذاري حذاري من التعامل الأعمى أو المتعجل مع الوثائق التاريخية والسرية!!

كم أرجو ممن يجد أهمية في ما جاء في هذا المقال من مقصد أن يغنيه بإضافات وإضافات!

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 52
الكاتب نزار محمود
أضيف 2025/03/12 - 3:16 PM
آخر تحديث 2025/03/14 - 2:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 292 الشهر 7208 الكلي 10568157
الوقت الآن
الجمعة 2025/3/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير