الفانوس سبب للفرحة وتقليد محبّب في الشهر الفضيل
دليل إضاءة الطريق ليلاً يتحوّل إلى رمز رمضاني
بغداد - أيسر عبد الوهاب البياتي
يعد فانوس رمضان من أبرز المظاهر التي ارتبطت بالشهر الكريم، في بدايته استعمل دليلا لإضاءة الطريق ليلا، إلى أن أمر الفاطميون بإضاءة مساجد القاهرة به -كما تقول بعض الروايات- فصار مظهرا رمضانيا موروثا منذ ذلك الحين . وفي موضوعنا هذا نجول بين المصادر التاريخية لتعرف على كل ما يتعلق بهذا الطقس الرمضاني.
كلمة فانوس مشتقة من الكلمة الإغريقية «فانس»، التي تعني الأداة المستخدمة في الإنارة، ويقابلها بالمعنى في اللغة العربية كلمة (مشعل)، وفي تفسير آخر يقال إنها مشتقة من الكلمة اليونانية «هانوس» التي تعني الضوء، ويطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم «فيناس». وفي البداية كانت الفوانيس عبارة عن سلال حديدية مليئة بعقد خشبية ، كانت تُعلّق على أعمدة وتُضاء أثناء الليل لإضاءة مفترق الطرق. ثم حلت محلها الفوانيس الزيتية التي تستخدم زيت الحوت كوقود، وبعد ذلك الفوانيس التي تعمل بالغاز. أما الفوانيس المحمولة فكانت تستخدم الكيروسين كوقود ولا تزال تُستخدم حتى الآن.
و الفانوس من الأدوات القديمة التي كانت تستخدم على نطاق واسع في الإضاءة ليلا في البيوت ما يسمى الفانوس، ولم يكتفِ الحرفي المصري بتصميم الفانوس فقط، بل أطلق عليه بعض الأسماء التي ارتبطت في أذهان الكثير من عشاقه، مثل فانوس الملك فاروق الذي صمم في عهده، وأخر أطلق عليه اسم تاج الملك، وعروسة البحر، وأبو عيال، وكذلك مسدس، والصاروخ وأطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه الصاروخ، وفاروق الكبير، وأبو دلالية وله أسماء أخرى مثل السراج أو الفنر. وكان يستخدم غطاء الفانوس في المقام الأول لمنع انطفاء الشمعة المشتعلة أو الفتيل بسبب الرياح أو المطر أو أي أسباب أخرى
ويعد المصريون أوائل من استخدموا الفانوس في رمضان لينتقل هذا الرمز الرمضاني من هناك إلى شتى البلاد العربية ويصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان التي تعبر عن فرحة الناس في استقبال هذا الشهر. وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه .. وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان .. لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة .. ويتحول الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محببًا في شهر رمضان.