الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مهرجان نور تونس الثاني للثقافة والإبداع: تظاهرة تحتفي بالجمال وتنتصر للإنسان

بواسطة azzaman

مهرجان نور تونس الثاني للثقافة والإبداع: تظاهرة تحتفي بالجمال وتنتصر للإنسان

تحت شعار "بالحب والثقافة تُبنى الأوطان"

تونس – الحمامات – حمدي العطار .

 

مهرجان نور تونس الثاني للثقافة والإبداع: تظاهرة تحتفي بالجمال وتنتصر للإنسان

تحت شعار "بالحب والثقافة تُبنى الأوطان"

تونس – الحمامات – حمدي العطار

المقدمة:

في زمن تتنازع فيه الشعوب الأزمات والانقسامات، تتقد شموع الثقافة لتضيء دروب الأمل، وتُعيد للإنسان العربي صوته وملامحه. وفي تونس، حيث تلتقي حضارات المتوسط بعبق الزيتون، انطلقت فعاليات مهرجان نور تونس الثاني للثقافة والإبداع، ليكون منصّة عربية للاحتفاء بالكلمة الحرة والصورة الجميلة والموقف النبيل.

الحدث:

برعاية وزارة الشؤون الثقافية التونسية، وبشراكة بين مؤسسة النور للثقافة والإعلام وجمعية منارة الإبداع التونسية، انطلقت صباح السبت 17 أيار 2025 أعمال مهرجان "نور تونس"، وتستمر حتى 21 من الشهر نفسه في مدينة الحمامات التونسية.

وقد شهد الافتتاح حضور المستشارة الثقافية رقية علي ممثلة عن السفارة الفلسطينية، إلى جانب كوكبة من الأدباء والشعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي.

معرض الفلكلور والحرف التونسية:

جاء افتتاح المهرجان مصحوبًا بمعرض زاخر بالحرف اليدوية التونسية، عكس روح التراث المحلي من خلال ما عُرض من أزياء، أكسسوارات، زيوت عطرية، صابون طبيعي، عطور، وحقائب تقليدية، في مشهد جسّد الهوية الثقافية والخصوصية التونسية الأصيلة.

الكلمات الافتتاحية:

ألقى  أحمد الصائغ كلمة باسم مؤسسة النور، عبّر فيها عن امتنانه لتونس التي فتحت ذراعيها "للإبداع والجمال"، موجهًا تحية لفلسطين "أرض الصمود" وللعراق "وطن الحضارات والنهرين". كما أشاد بالمشاركات العربية الواسعة من بلدان مثل السعودية، سلطنة عمان، لبنان، الجزائر، والمغرب، وفلسطين.

وقد تعاقبت الكلمات من ممثلي الجمعيات المشاركة، لتؤكد على أهمية الفعل الثقافي بوصفه عنصرًا حيويًا في بناء المجتمعات وتعزيز قيم الانتماء.

الجلسات الشعرية:

اعتلى المنصة 21 شاعرًا وشاعرة، وقدّموا قصائدهم التي تنوّعت بين عشق الوطن، وحكاية فلسطين، وأحلام الأمومة، ووجع الإنسان العربي، بأساليب شعرية مفعمة بالعاطفة والموقف. ونقف هنا عند اثنين من أبرز النصوص:

1. "نخلة البرحي" – يحيى السماوي (العراق):

قصيدة مفعمة بالمرارة والصدق، يُعبّر فيها السماوي عن حالة الإنسان العراقي المنكسر أمام وطنه، ولكن المتمسك بجذور حبه رغم الغربة والتقصير. يقول:

"أنا يا عراق ورغم ذل ربابتي

ما زلت أنفخ في رماد غروري"

في هذه الأسطر، نلمس علاقة مركّبة بين الشاعر ووطنه، يسودها العتب والانكسار، ولكن يظل الحب هو العنصر الطاغي، كما في اعترافه:

"قصرت فيك فما منحتك سيدي

إلا شبابي فاعذرن تقصيري"

القصيدة تحوّلت إلى نشيد اعتراف مؤلم، يعكس وجع جيلٍ عانى من الدكتاتوري و الحروب والخذلان، ويعيد الاعتبار لصوت الشعر كوثيقة إنسانية ووجدانية.

2. "أم البنات" – دلال جويد (العراق):

قصيدة تستعرض التحوّل الوجودي للمرأة من كيان فردي إلى نواة أسرية. بلغة شعرية ناعمة، ترصد الشاعرة تفاصيل التحوّل العاطفي والنفسي في حياة الأمهات:

"لم نفعل شيئا

سهونا عن الشعر فصرنا أمهات"

وتمضي لتصنع من الانشغال اليومي بالأطفال والبيت أناشيد خفية للحنان والمقاومة:

"نكوى قميص الأيام المجعدة

نعجن للأقمار خبزًا بلا دموع"

إنها قصيدة تختزل مشوار المرأة بين الشعر والأمومة، لتجعل من الحياة اليومية أغنية محكية تفيض إنسانية.

الخاتمة:

يأتي مهرجان "نور تونس" كفضاء رحب يجمع تحت سقفه أطياف الكلمة والهوية والوجدان العربي. وما قرأه الشعراء، وما عُرض من أعمال، ليس إلا تأكيدًا على أن الثقافة هي جسر النجاة، وأنه بالحُبّ وحده تبنى الأوطان، وتُصان كرامة الإنسان.


مشاهدات 71
أضيف 2025/05/19 - 4:19 PM
آخر تحديث 2025/05/20 - 4:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 271 الشهر 25086 الكلي 11019090
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير