علي الوردي وامراض الحداثة
سعد جهاد عجاج
لم يترك عالم الاجتماع العراقي علي الوردي صغيرة ولا كبيرة في شخصية الفرد العراقي دون ذكرها والحديث عنها او المرور عليها وتدوين آرآءه وافكاره ومشاهداته في كتابه «شخصية الفرد العراقي» الصادر عام 1951 .لم يخطر ببال علي الوردي ان عصر التقنية وما بعد 2003 سيضيف للمجتمع اشياء لم يتطرق اليها امثال صورني واني ما ادري وصراخ المسؤول امام الكامرة وتحول البديهيات الى معجزات والحقوق الى انجازات .لم یتحدث عن ارتفاع صوت الجهلة وخفوت صوت المثقفين ولم يتحدث عن صراع العشائر واقحامها في مستنقع السياسة وتدمير ما تبقى من الروابط الاجتماعية ولم يتحدث عن الامراض الاجتماعية الدخيلة التي تفتك بالشباب وتحول المقاهي التي كان يرتادها الشياب ويتبادلون احاديث الرجال الى مقاهي شبابية نسائية مليئة بالدخان والافواه تقظم الفيب وهمها الوحيد اطلاق الدخان بدل اطلاق الطاقة في شيء مفيد ولم يخطر بباله ان ينقسم المجتمع الى ريالي وبرشاوي ونفقد ارواحا بسبب الريال والبرشه وان نسبة من يمسك العصا من الوسط بدأت تنخفض.
ربما نحتاج الى على الوردي جديد ليخوض في غمار الامراض المجتمعية المستحدثة للفرد والمسؤول على حد سواء .