المرحوم الشيخ عبد المحسن الكاظمي رائد ارتجال الشعر
حسين الصدر
-1-
سمعنا بمن يستطيع أنْ يرتجل الشعر ولكنْ لم يكن يرتجل أكثر من أبيات تعد بعدد أصابع اليد .
-2-
أما المرحوم الشيخ عبد المحسن الكاظمي فانه كان يرتجل ما يزيد على المائة بيت في منحى فريد يشهد له بعلو الكعب في الشاعرية وفي الارتجال .
-3 –
جاء في تاريخه :
انه قصد مع ثلة من أدباء مصر حفلاً تأبينيا لأحد أصدقائه ،
وفي الطريق لاح له ضريح مشيّد البناء فسأل عنه أصحابه فقالوا :
انه ضريح الشاعر المصري الشهير ( محمود سامي البارودي )
ووقف معه أصحابه وتأمل قليلا ،
ثم قال مرتجلا والناس يكتبون :
أقيموا صلاة الخاشعين وسلّموا
على مَنْ حوى هذا الضريح المعظّم
واستمر بالارتجال حتى استكمل القصيدة ذات المائة والخمسين بيتا .
-4-
وانّ من المؤسف أنْ يموت هذا الشاعر غريباً عن وطنه وأنْ يلقى مِنْ شظف العيش ضروباً صعبة .
وحين مات أقيمت له مجالس التأبين والتعظيم وكأنهم كانوا ينتظرون موته لكي تبدأ مجالس التكريم في منحى بالغ الدلالة على تضييع الأفذاذ في حياتهم وتأجيل الاهتمام بهم الى ما بعد الرحيل .
-5-
وكم من موهوب لا يُشقُ له غبار يعيش بيننا دون أنْ يلقى ما يستحق من العناية والتبجيل .
-6-
انّ العقوق لا يكون من الأبناء لوالديهم فقط أو من الآباء لاولادهم ، وانما يكون العقوق بتضييع أهل المواهب والمناقب وتركهم يطحنهم الزمان دون أنْ يكونوا محل رعاية وعناية من المجتمع بأسره .