الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تضارب القيم "من شاف ما شاف"

بواسطة azzaman

تضارب القيم "من شاف ما شاف"

جبار فريح شريدة 

 

لم يعد تدخين الشيشة أو النرجيلة حكرا على الرجال في العراق، بل أصبح الطلب عليها يتزايد من قبل النساء والفتيات في المقاهي العامة، حتى أضحت تشكل اليوم جزءا من ثقافة بعض المدن الحضرية، خاصة في العاصمة بغداد ومراكز المحافظات، بعد أن كان البلد بأكمله خاليا منها.

وانتشرت في الأعوام القليلة الماضية ظاهرة تدخين الشيشة من قبل الكثير من الفتيات والنساء  بشكل ملفت في العاصمة العراقية بغداد

 التحول الحاصل في المجتمعات، العربية خصوصا، عبر دخول المرأة لمساحة التدخين، وذلك من خلال استعراض إحصائيات وأرقام تبين تزايد تلك الأرقام، وارتباط ذلك تاريخيا بتطور الدعاية الساعية لاجتذاب المرأة نحو هذه المساحة التي كانت حكرا على الرجال. تزامن مع ربط فكرة تدخين النساء بالحرية والاستقلال ومنافسة الرجل في القوة، حيث تم تزويد سلعة السجائر بصورة ثقافية مرتبطة باستقلال المرأة وقوتها، فالسجائر هي وسيلة النساء لتحدي الذكورة كما صورت الدعايات الأولى لشركات السجائر. هذا الربط، بين السلوك وما يحوزه الفرد من صفات مصاحبة له، تعد الركيزة الأساسية للشركات من أجل إقناع الأفراد بالمنتج، وهذا ما استندت عليه شركات السجائر في جلب تلك الشرائح التي لم تكن مستهلكة لمنتجها.

 يعتبر التدخين بشكل عام سلوكًا ذكوريًا شائعًا ومقبولًا ثقافيًا في المجتمع العراقي ، ومع إدخال المفهوم الخاطئ للحرية ظهرت أنواع أخرى من التدخين كالمجمعات التجارية والأماكن العامة ، وهي لا تقتصر على الرجال ، بل تشمل النساء تدريجياً ، حتى أصبحت ظاهرة منتشرة في المجتمع العراقي

 كان استهلاك التبغ منتشرًا على نطاق واسع في المنطقة العربية منذ الحقبة الاستعمارية ، لكن انتشاره في العراق زاد بشكل ملحوظ نتيجة الحروب والازمات المتوالية .

تبلغ نسبة التدخين في العراق 31٪ للرجال و 4٪ للنساء ويختلف تقبل المجتمع العربي لتدخين الفتيات للشيشة او الاركيلة من مدينة إلى أخرى ، ورغم أن المجتمع العراقي شهد انفتاحاً إلا أنه لا تزال هناك آراء ضد تدخين المرأة في المقاهي والتي يعتبرها البعض تؤثر سلباً على صورة المرأة.

تحول هذا الخلاف إلى حد كبير إلى نقاش ساخن حول تدخين الشيشة أو السجائر بالنسبة للمراة  في المقاهي العامة ، حيث بدأت الفتيات في الآونة الأخيرة التدخين في المقاهي المفتوحة والراقية.

 يبدو أن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه قبل أكثر من عقد. في المقاهي الحديثة ، نشاهد وجود المدخنات من  النساء ، بما في ذلك الشابات دون سن العشرين ، اللاتي يتمتعن بحرية التحدث أثناء تدخين السجائر. كثير منهن يدخنن الاركيلة في المقاهي مع أزواجهن أو أقاربهم من الذكور. في السنوات القليلة الماضية ، زاد الطلب على مدخني الاركيلة لأنها متوفرة بالفعل في العديد من الدول الغربية وحتى العربية. أدى الاعتقاد الخاطئ بأن السجائر أكثر خطورة من الاركيلة لذلك ادى انتشار هذا النوع من التدخين ( الاركيلة) . كثيرًا ما يقول المدخنون أن التبغ المستخدم في الاركيلة مصنوع من الأعشاب التي يعتبرونها "غير ضارة ولكن آلية إدخال الدخان في الماء تزيد من الرطوبة فيه ، مما يساعده على البقاء لفترة أطول في الرئتين.


مشاهدات 224
الكاتب جبار فريح شريدة 
أضيف 2025/02/17 - 4:07 PM
آخر تحديث 2025/02/21 - 2:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 35 الشهر 11262 الكلي 10406633
الوقت الآن
الجمعة 2025/2/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير