الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نداء أوجلان المرتقب.. إختبار الإرادة السياسية

بواسطة azzaman

نداء أوجلان المرتقب.. إختبار الإرادة السياسية

محمد علي الحيدري

 

تترقب الأوساط السياسية والإعلامية صدور نداء تاريخي من زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، وسط تساؤلات عديدة حول مضامينه وتأثيره المحتمل على المشهد الكردي والإقليمي. هذا النداء، وفق مراقبين، قد يشكل نقطة تحول جديدة في العلاقة بين الكرد والدولة التركية، وقد يرسم معالم رؤية مستقبلية لحل القضية الكردية التي طالما كانت محور نزاع معقد وممتد.

من المتوقع أن يحمل خطاب أوجلان دعوة واضحة إلى التهدئة وإعادة إحياء مسار السلام الذي تعثر في السنوات الماضية. فلطالما شدد أوجلان في رسائله السابقة على أهمية الحل السلمي للقضية الكردية ضمن إطار الدولة التركية. وقد قال في إحدى رسائله السابقة: “السلام ليس ضعفا بل قوة، والمقاومة ليست حربا بل دفاع عن الكرامة”.

تشير التوقعات إلى أن النداء سيركز على عدة نقاط، أبرزها الدعوة إلى وقف العنف وحث الجناح العسكري للحزب على تجميد العمليات المسلحة، تمهيدا لحوار بناء مع أنقرة. كما قد يتناول أهمية الاعتراف بالهوية الكردية ضمن الدستور التركي، في إطار المواطنة المتساوية، وربما يقترح خريطة طريق ترتكز على حوار شامل مع كافة الأطراف، بما في ذلك القوى السياسية الكردية داخل تركيا وخارجها.

غير أن نجاح هذا النداء يتوقف على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات. فالطرف الكردي يحتاج إلى ضمانات حقيقية بعدم استغلال التهدئة لإجراءات أمنية مشددة، بينما تتطلب استجابة أنقرة إقرار إصلاحات جدية تعزز ثقة المواطنين الكرد بالدولة.

اختبار النو ايا

وقد حذر أحد المحللين السياسيين قائلا: “نداء أوجلان سيكون بمثابة اختبار لنوايا الجميع. إذا لم يجد أصداء إيجابية، فقد نكون أمام سنوات أخرى من التوتر والدماء”.

سيثير هذا النداء المرتقب ردود فعل متباينة. فمن جهة، قد تلقى دعوة التهدئة ترحيبا من الأوساط الشعبية الكردية المتعبة من الصراع، ومن بعض الأحزاب السياسية التي تؤمن بالحوار. وفي المقابل، قد تواجه تحفظا من بعض الفصائل المتشددة التي تعتبر أي تنازل خيانة للقضية.

على الجانب التركي، قد تنظر الحكومة إلى النداء بحذر، خصوصا في ظل اقتراب استحقاقات انتخابية قد تجعلها تتردد في تقديم تنازلات سياسية. وقد قال أحد المسؤولين الأتراك سابقا: “نحن منفتحون على السلام، لكننا لا نقبل إملاءات من أي طرف”.

إذا جاء النداء في سياق واقعي ووجد آذانا صاغية، فقد يكون خطوة أولى نحو حل تاريخي للقضية الكردية. أما إذا قوبل بالتجاهل أو بالتصعيد المتبادل، فسيظل حلم السلام مؤجلا، وستبقى المنطقة رهينة حالة من التوتر وعدم الاستقرار.

إن نداء أوجلان المرتقب ليس مجرد خطاب عابر، بل لحظة مفصلية في تاريخ العلاقة بين الدولة التركية والكرد. وبين الدعوة إلى الحوار وخيارات الصراع، سيقف الجميع أمام اختبار الإرادة السياسية وقدرتهم على تجاوز الماضي نحو مستقبل أكثر استقرارا.


مشاهدات 348
الكاتب محمد علي الحيدري
أضيف 2025/02/15 - 12:12 AM
آخر تحديث 2025/02/21 - 10:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 397 الشهر 11624 الكلي 10406995
الوقت الآن
الجمعة 2025/2/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير