بورصة التحليلات السياسية في المتنبي

عادل سعد

•مع الهجوم الاسرائيلي على ايران  واستهدافاته التي طالت منشاءات نووية وقيادات عسكرية وعلماء ذرة فجر الجمعة الماضي انشغل شارع المتنبي بالحدث ، في اروقته  ،وداخل مقهيي الشابندر وحافظ 

•أغلب  الذين تناولوا الحدث تطرقوا الى ماجرى من وجهة النظر الإسرائيلية ليس تضامناً معها ، وانما لأن كل معلوماتهم من فضائيات عربية  مطابخها الاخبارية  تستمد معلوماتها من وكالات انباء معروفة انها لا تبث خبرا الا وتكون الاصابع الامريكية قد وضعت اليد عليه  قبل بثه  ،كيف ،هناك منظومات لصناعة الاخبار تبدو حرة لكنها في حقيقة الامر مكبلة بالترويج للتضخيم  وشهادات زور مرتبة بعناية .

•صدقوني من متابعة ميدانية  امدها نصف قرن ، انا على بينة دقيقة من هذه الاشكالية المعرفية .التي يتعاطى بها جهلة ، أو مغرضين  يحللون على وفق ما يتمنون حدوثه  وتلك اشكالية لوثت الراي العام العراقي بقناعات مزورة أو ساذجة او بكلا النسختين اشتراكاً فهلويا ليس إلا

•احد هؤلاء المحللين الجهابذة قال لي بالحرف الواحد (ايران خرجت من الخدمة الإقليمية وستبصم بالعشرة على أي ترتيبات  حتى بدون ان تحفظ ماء وجهها )  ، اخر قال لي بسذاجة تلميذ متخلف ، (ليس امام الجميع الا التطبيع مع الإسرائيليين والقبول بدول منزوعة السلاح وليس فقط مناطق منزوعة السلاح )  ،وهناك تعليقات اخرى ، لو دونتها لكان مقالي هذا رصداً مطولاً ، لا تكفي ان تغطيه صفحة كاملة من (الزمان ) .

•الملاحظة الجديرة بالتدوين  هنا والتي يتغاضى عنها البعض ،  ان الحرب سجال ، وإنها  تدار بالمزيد من الكمائن الاعلامية تحت بند الحرب النفسية  ، وإن حجم الخسائر لا يعني بأي حال من الاحوال  هزيمة من يصاب بها ، وان دورة العنف في هذه المنطقة جزءٌ اساسيٌ من المرسوم لها  أن تكون تحت خط النار .

•كان دقيقاً  برجنسكي مستشار الامن القومي الاسبق وأحد رواد الدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية  حين وصف هذه المنطقة بقوس الازمة ونوهَ جزئياً أن هذا القوس  يدر ارباحاً بالمعنى المجازي للصفقات

•تصوروا  لو ان الشرق الاوسط  يدخل عصر سلام عادل يتم فيها انصاف الحقوق الفلسطينية  ويتاح لدول المنطقة  ان تلتقط أنفاسها في برامج للتنمية المستدامة على قواعد  سلامٍ إقليميٍ ضامن .

•اتعرفون ماذا سيحصل  ،ستغلق  معامل انتاج الاسلحة في الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا أغلب ابوابها وعندها يحصل كساد  خانق

 •إن رواج مبيعات السلاح الامريكي والاوربي  مرتبط ارتباطاً  وثيقاً بسقف  مخاوف  الخصومات الإقليمية المتفاقمة  ،اقول ذلك  وانصح لوجه الله  ان لا يكون المحلل السياسي مجرد ساعي بريد .