صرخة شعب
لمياء العامري
لم يعد الصمت منطقيا، فالتجاوزات التي ترتكبها حكومة السيد محمد شياع السوداني بحق أموال العراقيين وسيادة بلدهم ، أصبحت مستفزة وواضحة للعيان، ومؤلمة لكل مواطن حريص على وطنه. ملف خور عبد الله لم يعد مجرد نزاع قانوني، بل بات بوابة لهدر المال العام، وذريعة لتقديم ثروات العراق على طبق من ذهب لدول أخرى، بينما الشعب العراقي يئن تحت وطأة الفقر والمرض وسوء الخدمات. والا ماذا نفسر ان تمنح الحكومة 70 مليار دينار تحت عنوان «حرب لبنان» دون أي شفافية أو موافقة من ممثلي الشعب؟
ولماذا تُخصص 20 مليار دينار لفلسطين خلال مؤتمر قمة بغداد، وتمنح 20 مليارا أخرى للبنان كهبة، في وقت لا يجد العراقيون ماء نظيفا ولا كهرباء ولا دواء؟
كيف يمكن تبرير تحويل 550 مليون دولار من حسابات العراق في مصرف لبنان، لاعمار مناطق هناك، في وقت يستقطع اجباريا من راتب الموظف العراقي البسيط بمختلف الذرائع؟
هذا ليس مجرد سوء إدارة... بل استهتار متعمد بمصالح العراق، وخرق واضح للدستور، وقرارات تتخذ وفق المزاج والرغبة في الظهور والتباهي.
نطالب، نحن أبناء هذا الشعب، بفتح تحقيق قضائي عادل ومستقل مع الحكومة ورئيسها بسبب هدر المال العام، وتجاوز الصلاحيات بالاضافة الى محاسبة كل مسؤول تورط في تحويل أموال العراق للخارج بدون رقابة.
ولاجل استعادة حقوق الشعب العراقي وانصافه يجب الكشف عن مصير الأموال المهدورة، واستعادتها بكل الوسائل وباسرع وقت ، فضلا عن ضرورة حماية استقلال القضاء من التدخلات السياسية التي تهدد استقرار الدولة.
نعلنها بوضوح وبصوت عال ... اقلامنا لن تجف وصوتنا لن يخفض تجاه من يفرط بسيادة وطنه ويبذر أموال شعبه.
مقاضاة الحكومة ليست خيارا سياسيا، بل واجب وطني وصوتنا واحد: كفى هدرا للمال العام، كفى تفريطا بثروات العراق.
عضو مركز ابابيل الدولي للدراسات الاستراتيجية